يدور الجدل حاليّاً حول مسألة الرّاب والأخلاق، فبعضهم يرى انّ الرّابور ملزم باختيار كلماته بعناية، وأن لايختار تلك التي تخدش الحياء... لا وبل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، إلى أنّ الرّابور يجب ان يكون معنيّاً بالقضايا الإجتماعيّة وحسب (أي يدعو إلى صلاح المجتمع)...وإهمال جميع فروع الرّاب الأخرى... على حساب سمعة الرّاب وسمعة من أسّسوا قواعده...
إنّ إتجاه أيّ رابور إلى المواضيع الإجتماعية دون غيرها (مع إحترامي لكلّ من سلك هذا الدّرب) قد يسلخ الرّاب من جلده ويلبسه رداءاً لا يليق به.. ويعطي صورة خاطئة عن ما وُجد الرّاب لأجله... إنّ عالم الرّاب عالمُ قاسِ... من أراد أن يصبح جزءاً منه عليه إتّباع قواعده... عليه إتقان جميع فروعه.. وتحمّل نتائجه... وإلّا فليترك المهمّة لمن هو قادرٌ عليها!
وليس هنالك راب نظيف وراب وسخ... الرّاب سيبقى دائماً وسخاً حتّى ولو لم يستعمل الرّابور كلمات فاحشة في أغانيه ، لأنّ من أسّسوه أتوا من الشّارع... وتعرّضوا لكلّ أنواع القذارة والحڤرة.. فشيء طبيعيّ أن يترجموا ذلك بكلماتِ صادمة... نعم إنّها الحقيقة المرّة...
وأولئك النين يلعبون ورقة الدّين.. ويحاولون إستفزاز الوازع الدّيني لدى المستمع عندما يقولون: " ماذا لو سبّ الرّاب الدّين؟ هل ستسبّونه أنتم يضاً ؟" أقول أنّه يجب أن تستمعوا أكثر إلى أغاني الرّاب فستجدون أن هنالك أكثر من أغنية راب تسبّ الدّين المسيحي... فكثيراً مانسمع عبارات مثل:
« I killed Jesus »
فهل سبّ جميع فنّاني الرّاب دينهم؟ لا فهذه مسألة قناعة شخصيّة.. إذا كنت مؤمناً فلماذا سأسبّ الدّين؟؟ أمّا إذا كنت غاضباُ وناقما على أوضاعي الإجتماعيّة... أو على أشخاصِ لايمتون للفنّ بصلة فحتماً سأسبّهم وأشتمهم وأنفّس عن غضبي... ولكن لا تتّخذوا الدّين وسيلة لتبرير مواقفكم... هاتوا مثالاً واحداً عن رابّور جزائريّ سبّ الإسلام! طبعاً لا يوجد! بينما وزيرتكم خليدة فعلت ذلك أكثر من مرّة! فأين هي أخلاق الوزيرة؟! وأين كانت أصواتكم ومقالاتكم آنذاك؟!
الرّاب الذي نستطبع أن نسمعه مع أولياءنا في أغلب الأحيان مجرّد نصّ مُقفَّى، لايملك من الرّاب سوى الإسم... وتوجد أغاني راب بكلّ ماللكلمة من معنى نستطيع أن نسمعها مع أولياءنا رغم أنّ مؤدّيها هو نفسه ذلك الذي أدّى اغنية ذات كلامِ فاحش... إذن هو رابّور يستطيع إرضاء جميع الاذواق... إذاً هو آمْ سِي... إذاً هوَ فنّان! وقد قلتم ذلك بأنفسكم، استعمال الآمْ سِي لكلمات نابية لا يعني أنّ أخلاقه مُتدنيّة!
وفي الأخير، دعونا لا نقيّد الرّاب بقواعد صنعناها من تلقاء أنفسنا ، لكلِّ الحرّية بأن يقدّم فنّه كما يحبّ، ولكن لاتنسوا أنّ الرّاب وُجد من أجلِ هدفِ واحد... وهو الرّاب.
ملاحظة: حزّ في نفسي رؤية بعض التّعليقات التي تقول أنّ الرّاب حرام وأنّ الموضوع لا يقبل نقاشاً... لهؤلاء أقول: "الكذب، والغشّ والنّميمة، والحسد، والجهويّة والعنصريّة أيضاً حرام، فلِمَ لا تهتمّون بغلق الأبواب أمام هاته الآفّات أوّلاً بدلاً من غلقها أمام الفنّ والفنّانين؟!"
بقلم " أسيا حفراد" الناقدة الفنية بمجلة Go .
عن صفحة Dzrap.com على الفايسبووك
نا أتحفظ على كلمة " بينما وزيرتكم خليدة فعلت ذلك أكثر من مرّة!" فالكاتبة تنسب الوزيرة إلينا وتنفيها عن نفسها . أنا لا أ‘ترف بها كوزيرة لاني لم أنتخبها و لم أوافقها . لذا لا أرضى بأن يتم نسبتها إلي . قد تقول كلنا كذلك . لكن قولها"وزيرتكم " يوحي بأن كل من يختلف معها فهو معا الوزيرة يمنطق" من ليس معنا فهو ضدنا
RépondreSupprimerالكاتبة وجهت رسالة ما بين السطور كانت تعني من دافع عن الوزيرة , و من يتابع الأحداث سيعرف من كانت تقصد
Supprimer