الفن , الراب , المجتمع و الفنان . . .
كثر الكلام و كثرت
النظريات و الأسباب كثيرة . هي كلها مظاهر انتشرت لما يعانيه مستوى الراب في
الجزائري أو لنصحح العبارة " تدني مستوى ثقافة الهيب الهوب "
الجميع قدم
أطروحاته و أسباب لتدني مستوى الساحة الفنية الجزائرية في الراب و لو أن هذا
المشكل قد ينطبق على أغلب مظاهر الفن الجزائري , أصبحنا نعاني الركاكة و التقليد
وغياب شبه تام للمظاهر الابداعية .
أين يكمن الخلل ؟
, البعض يدافع عن أطروحة وزارة الثقافة التي تساهم بقدر كبير في تدني المستوى و
خراب الساحة الفنية , لغلقها كامل أبواب الحركة الثقافية و الفنية في البلاد , و
دعمها لمظاهر أخرى تحسب على الشطيح و الرديح و الرداءة لا أكثر و أموال تبذر هنا
وهناك .
الفئة الأخرى
تتبنى أطروحة أن الفنان الجزائري لم يعد قادرا على الانتاج العالمي بعد عصر ذهبي
في الثمانينات و التسعينات كانت بداية عصر الانحطاط لما كانت توحي به مجريات
الساحة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في البلاد , هذه الأطروحة التي تقدم
الفنان الجزائري على أنه عاجز أمام المستوى الإبداعي العالمي .
هناك أيضا من يتهم
الجمهور الجزائري بالجهوية و ضعف الأذنه الموسيقية التي أصبحت تستهويها كل ما يمثل
" الزهو " لا أكثر و لا أقل , و كأن الجمهور الجزائري أصبح يعاني
متلازمة " الزهو " يبحث فقط عما يسكن آلامه و لا يبحث عن موضع الألم أو
يحاول معالجته .
في حديث عن ثقافة
الهيب هوب و الراب مع أحد عمالقة فن الراب الجزائري "الشيخ مليك" Fada
Vex يقول " مشكلتنا اليوم أن
القاعدة الأساسية للهيب هوب الجزائري لم توضع بشكل صحيح , حيث أنه تاريخيا الهيب
هوب لم يدخل بعناصره الكاملة إلى المجتمع الجزائري , بل دخل العنصر واحد فقط و هو
الراب دون العناصر الأخرى , البراك دانس و الغرافيتي و الدي- دجينغ كانت غائبة.
. مما أثر عن فهم الناس لهذه الثقافة و
بقي وصول العناصر الأخرى متأخرا كثيرا بعد أن قطع عنصر الراب عدة مراحل في المسيرة
. . . "
يعني بذات المشكلة
أن الخلل يكمن هنا , أي في القاعدة , ففي الوقت الذي دفعت بنا المجريات السياسية و
الاجتماعية في البلاد أيام التسعينات إلى
البحث وسائل للتحرر الثقافي و التعبير الحر , لجأت ما أسميه بالنخبة وقتها إلى
استيراد الـ Emceeing المنتمي إلى ثقافة الهيب هوب بعناصرها الأخرى
, يعني عندما قدم هذا الفن إلى المجتمع , فهم على أنه ثقافة بحد ذاتها و مستقل , و
هو العكس حيث أن الراب مجرد عنصر من ثقافة و حركة فنية شبابية مكوناتها عدة عناصر
و لا تختصر في الراب فقط .
مجتمعنا اليوم
ينقسم إلى عدة فئات , فئة لا علاقة لها بالفن , و هي فئة الاغلبية و أصفها
بمتلازمة " الزهو و المستهلك الأعمى " هذه الفئة التي لا يهما الفن بقدر
ما يهمها أن ينسيها الفن همومها اليومية و انشغالاتها و أو حتى جهلها بالمحيط و
المجريات التي تدور حولها . تنساق وراء الإشاعات و الجهوية و العنصرية أحيانا , و
هي التي تعاني الكثير من الأمراض و العقد النفسية .
فئة اخرى غارقة في
فهم ثقافة الهيب هوب و الفن , و هي فئة شابة تملك نسبة كبيرة إلى حد ما , بفضل
الإعلام و توفر مصادر المعلومة استطاعوا تطوير ثقافتهم نوعيا و كل حسب توجهه
الفكري , و هم من أسميهم بأمل الفن الجزائري لأنه يمكن التأثير فيهم بمجرد سماعهم
لفن جيد و راقي , و غالبا ما تجد رد فعلهم جيد و مشجع للفن الراقي .
لكن عبر الزمن
دائما نجد رجال الكواليس و رجال النخبة مختبئين في مخابرهم حتى في عصر الانحطاط ,
و هي فئة اليوم موجود في الجزائر و هي تعي جيدا الفن و مكوناته , و تستطيع التمييز
بين الجيد و السيء , لكنها تأبي الخروج إلى الأضواء للتدافع عن أطروحاته و تصرخ بصوت
عال , يكفينا قذراة في الفن , هم يحترفون الاختباء لأنهم الأقلية في المجتمع و
يعلمون أن صوتهم قد يصبح شاذا و وحيدا وسط " الكم الهائل من التفون "
مشكل آخر يعاني
منه الفن الجزائري , ألا و هو إعلامنا البائس و بالي الطراز , و أغلب من يقف عليه
أناس لا يفقهون شيئا في الفن , مثلا ألا يعي مسؤولي التلفزة أن " رضا سيتي 16
" لا يملك حتى حرف الفاء من كلمة فنان ؟ و هو بعيد كل البعد عن الفن , حتى
يقدم كليبات على التلفزة و جنيريك المسلسلات , و الأمثلة الأخرى بالجملة . . . أما
بالنسبة لوزارة الثقافة فكلنا نعرف جرائمها بحق الفن و الثقافة الجزائري , فماذا
تنتظر من وزيرة ثقافة شتمت الإسلام و الصلاة قبل سنوات نجدها اليوم في وزارة
سيادية كوزارة الثقافة .
ما أريد قوله أيضا
أن الفنان الجزائري مشارك في الجريمة أيضا و لا يمكنه الالقاء باللوم الكامل على
الوزارة أو الجمهور , الفنان الجزائري اليوم مستواه الابداعي ضعيف و لا يمكنه
صناعة الفارق بين ليلة و ضحاها , غالبيتهم لا يفقه المعنى الصحيح لكلمة فنان ,
الغالبية اليوم في الفن الجزائري هي Vocalistes و Rappers أي لا نملك فنانين , يمكنك أن تملك أعظم قافية و
أقوى كلمات و بانشلاين لكنك لا تملك روح الفنان , يمكن أن تملك صوت ذهبي و رائع
لكنك لا تحسن استغلاله و لم تبدع به شيئا , ها هو الفرق بين التقني المنضبط و
الفنان المبدع .
كما أن الفنان
الجزائري اليوم لم يفهم بعد ثقافة النقد البناء , بل من ينقده يعتبر عدوا , و من
ينتقد فأسبابه حتما جهوية و عنصرية ؟ ارتقوا بأنفسكم نوعا ما , يكفيكم غرورا ,
ماذا صنعتم بالفن فحاسبونا , 20 سنة راب جزائري , هل وصلتم إلى العالمية ؟ ماذا
قدمتم لأنفسكم حتى ؟ سننقد الفن , فنحن لسنا من يأكل الفول بقشورو .
و السلام عليكم و
رحمة الله تعالى و بركاته
" المقال رأي
شخصي يعبر عن كاتبه لا أكثر "
بقلم الناقد الفني
" أمين DZRAP.COM "
" الأصالة والمعاصرة "
RépondreSupprimerدائما أركز على هدا الجانب
بالماضي وحده لايمكن الفوز بالمستقبل.
لاعيب في التشبع بالعديد من الثقافات ولكن يجب على الفنان " البحث عن الدات"
وعدم الرضى عن المستوى..أي على الفنان أن يبقى دائما في محاولة لرفع مستواه.
تعليق رائع من فنان أكثر روعة
Supprimerكلامك صحيح
RépondreSupprimerلكن يبقى سؤال المطروح هل هناك في المستقبل من يجسد الحلول في الواقع ؟؟؟؟؟
نتمى ذلك لأن الحل في تكاتف الجميع
Supprimerكلنا مسؤول على ما يحدث...و فاعلي هذا الفن يجب أن يخرجوا الراب من الحاسوب إلى الشارع بكل الوسائل الممكنة..تحياتنا على هذا التحليل الذي يحوي الكثير من الحقائق المرة
RépondreSupprimerرسالة حب و تقدير و عرفان إلى امباطورية الغرب الجزائري .
Supprimerنظرية الوجود