السلام عليكم من الشمال على الجنوب و من الشرق إلى الغرب , وقفة صباحية , مع تحية عظماء لكل من مجدوا و خلدوا الفن الجزائري , لكل من ضحوا لأجل هذا الفن , نحن معشر الشباب المشعل اليوم بأيدينا , إن أردنا رفع التحدي و القيام و النهوض بثقافتنا و تراثنا الفني الذي هو ليس وليد الأمس , اليوم بحَملنا مبادئ ثقافة الهيب الهوب , هذه الثقافة ليست ثقافة التفتح الأعمى , هذه ثقافة مبادئ , هي ثقافة تــمـرد , ثقـافة الــرأي و الرأي الآخر , ثقـــافة حــضارية تقوم على أسس العدل و الحرية و التحرر من جميع القيود و أولها التحرر من الاستعمار الفكري , الهيب الهوب يحمل مبادئ نبيلة , الهيب هوب مبادئه الحقيقة ليست تجارية , الهيب هوب يمثل الحب و الشغف , النبل و التمسك بالهوية , لا التمسخ بكلاش " الأخت و الأم" . نريد نهضة بالفن جميعا سواء في الراب أو أي طابع فني آخر , تحرروا يا شباب , كل شيء يأتي بالارادة و العزيمة , فهي " قــادرة تــهد جبـــــال " .
ما أردت اليوم أن نشاطرته معكم هي وقفة تحية و عبرة لنا جميعا , بشخصي أنا عاشق لكل ما هو Underground و أصيل و نابع من القلب , البعيد عن التجاري , أذكر لكم قصة خاصة بالشــيخ " لــيمين حــيـمون " , فــنان شعبي عاصمي , فقد ابنيه خلال العشرية السوداء في التسعينات بسبب الارهاب فتوقف و اعتزل الغناء , رغم امتلاكه لسحرٍ في طابعه الصوتي الذي يمزج بين بحًة الزاهي و تقنيات الهاشمي القروابي و لمسات سحرية تخلب المستمع على أوتار المندول .إلا أنه عندما قامت المنتجة الفرنكو-جزائرية " سفيناز بوصبية " بانتاج فيلم " القوسطو " التي جمعت فيه الكثير من عمالقة الشعبي في أوركستر واحد لإحياء العديد من الحفلات في الكثير من بقاع العالم , إحياء و تخليدا لذكرى الراحل المرحوم و شيخ أغنية الشعبي " الشيخ الحاج محمد العنقى " , في هذا الفيلم لأول مرة بعد اعتزاله الظهور الرسمي , يحمل الشيخ " ليمين حيمون " آلة المندول , ليغني هذه المرة لمن ؟ للجزائر و أي أغنية ؟ الأغنية التي جمعت بين الأصالة و الحداثة في فن الأغنية الشعبية , هذه الأغنية التي في كلماتها و ألحانها تقدم تعريفا للهوية الجزائرية , تماما كما جاء في رسائل و قصائد إبن باديس , فالفن لم يكن يقصد به يوما التحلل و التخلي عن المبادئ النبيلة و القيم الحضارية أو الهوية .
بطبعي عاشق لهذا الفن , أردت فقط مشاطرتكم هاته الخاطرة , التي تمثل الكثير بالنسبة لي اليوم , هذا الفنان يقدم نموذجا للتضحية و الوفاء للوطن بدوره كفنان , فالجزائر أكثر من مجرد مسؤولين , الجزائر لم و لن تموت بوفاة رجل واحد , الجزائر وليدة للرجال منذ نشأة الأرض و هذه الأرض تبقى طاهرة مهما دنستها أقدام البعض , أتمنى أن يفهم الكثير مغزى ما كتبت , أردت أن أقول بالمختصر , إن أردتم إثبات أنفسكم يا شباب فما عليكم إلا القيام بدوركم الصحيح , الفنان يضحي و يحب فنه بكل ما أوتي من قوة قلبا و عقلا , ليس من يشتكي بسبب نقص الامكانيات و يكتفني بالشكوى كالأرامل , و ينتظر أن يقدم له الفن أطباقا ذهبية , شمروا عن سواعدكم و أعملوا بجد . . . و لو سألتومني لأجبتكم ببساطة " الفن يعطَى بالحب و لا يعطيٍ الذهب " .
لكن يجب أن نقبل واقع مرير ألا و هو أننا اليوم نعاني من اندثار كارثي للتراث الثقافي و الإرث الحضاري الوطني الذي يمثل الهوية الوطنية , لذلك قبل الراب أو أي موسيقى مستوردة حافظ على تراثك و هويتك .
" بقلم الأدمين أمين DZRAP.COM "
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire