DZRAP.com

DZRAP.com
L'actualité du rap algerien

vendredi 2 janvier 2015

" الحصيلة 2014 " - أمين وناس -

" الحصيلة 2014 "

كانت البداية بالشريط ميكستايب البونية للحس , نقلة نوعية في طريقة تعامله مع النص و بناء الشخصية الفنية في فترة قصيرة , شريط غني عن التعريف بعد النجاح النوعي الذي وصل إليه ثم أبدع بسينغلات أكثر روعة منها ألف كرهة و كرهة , يلحقه شريط ألكاتراب لفلان الشاب العضو في فرقة بوروباز , شريط أثبت علو كعب الفتى على مستوى الكلمات و تقنيات الكتابة و الإلقاء , لكنه دون سابق إنذار يعلن عن توقف مسيرته الفنية في بدايتها , دون أن ننسى سلسلة الفريسطايلات التي تواصلت منذ 2013 التي قدمها آل دي ماك , ريشته التي وعدت بالكثير لكن هذا الأخير أيضا يعلن إيقاف مسيرته , أحسسنا أن الساحة كانت تعاني نزيفا في المواهب الشابة حينها , ألبوم بيل و فاص لبلان 23 , أيضا لاقى نجاحا كبيرا وسط محبي موسيقى الراب , مواضيع و جو موسيقي قدم إضافة للساحة الفنية , كما الراد لاليرت هو الآخر الذي أبدع بسلسلة فريسطايلات سكيزوفريستايل ما قبل الألبوم المنتظر سكيزوفراد بإبداعات المنتج دي آي , الراد لاليرت أظهر قوة كلماتية و إختيارات موسيقية صائبة في أغلب خرجاته طيلة السنة . ميلومان أيضا بألبومه قدم مجهودا فنيا راقيا هذه السنة و لو بعض النقائص التقنية , لكنه سيستفيد منه كخبرة فنية أكثر منه نجاحا جماهيريا , و ألبوم الهادي سيمينوف الذي سوق تجاريا لكن دون ضجة إعلامية تذكر و نجاح جماهيري كبير , و الأمر يعود دائما لركود سوق الفن الجزائري لكنه يبقى عمل يجب إحترامه فهو يشجع على إستمرارية الفنان و مجهوداته .
الأمر الجميل هذه السنة إنفجارات إرتدادية لمواهب دخلت بقوة على الخط , إيكوزيوم و كلام و فرقة بلاد الفن , زاد كا و ليل بي و لانونيم و و البين بين الجبهة و البي في آل كرو , سايكو المخضرم , آمسي آرتيزان و تيتي آش كلها أسماء قدمت أغاني منفردة لاقت نجاحات كبير نظرا للكم الكلماتي و الإبداعي الذي أبانوه عبر أعمالهم أتوقع أنهم من سيكونون رواد الجيل القادم للراب الجزائري بالتحلي بالروح الفنية المبدعة و النظرة الراقية للفن كقضية و أفكار أكثر من مجرد راب.
أما المبدع فيكا غانجا , فقد رمى بكل ثقله هذه السنة من وفرة في الأغاني المنفردة و التنوع الموسيقي , من " وين رايحة " " ألو بوتفليقة " و " خليني نروح " " راني بعيد " مع سول جي , و كلها لاقت تجاوبا جماهيريا لم يسبق لفيكا أن وصل إليه سابقا , أظن أنه لو يواصل بهذه الطريقة سينجح في مسيرته الفنية خاصة بعد تواصله للتعاون مع حصص أمثال " واش قالوا في الجرنال " و توسع كبير في قاعدته الجماهيرية .
كريم الغانغ هو الآخر الذي أحسن التموقع على الساعة بأغاني منها فراش الموت و فوضى و الجميل أنه كان ذكيا جدا في التسويق لشخصيته الفنية عبر وسائل الإعلام في خطوة تقرب الجمهور أكثر لموسيقى الراب التي تعاني من مشكل إعلامي في التسويق المعنوي على الأقل . كما أن الكتاب الذي ألفه " أفكار لن تموت " جعل الكثيرين يغيرون أفكارهم بخصوص هذا الفن و رواده  و هي خطوة لاقت استحسانا من الجميع للثقل المعنوي الذي حمله هذا العمل أكثر منه مضمونا .
فريد كلاميتي أيضا قدم أعمالا جيدة طيلة السنة , أنهاها بعمل لم أكن أتوقع صراحة ذلك المستوى الذي أظهره في أغنية  " الهدرة ماللاخر " دون أننسى أغنية " فيدال التي قدمها في كليب رائع , حقيقة زادت رغبتي في سماع ألبوم منفرد له , خاصة و أنه من رواد الجيل الثاني للراب لجزائري كما أنه مثال للمنتج المجتهد في جل إنتاجاته الموسيقية .
بالنسبة للكليبات رأينا أعمال ناجحة كثيرة , من فوطيو عليا لعدلان غايم أوفر , حرك اللعب لطوكس , يا بلادي لبروت صون و فيدال لكلاميتي . . . و الكثير من الأعمال الأخرى التي كانت محترفة سيناريو و صورة و هو أمر نلاحظ تطوره الإيجابي في كل سنة رغم تخلفنا عن البلدان الأخرى في مجال السمعي البصري . و لو أن الإستثناء هذه السنة كان الأروع عبر الفيلم الوثائقي الذي أنتجه وليد بن يحيى بعنوان " ذو الفاذر " و كانت فكرته حول مغني الراب " الشيخ مليك – فادافيكس " حاملا هذا الفيلم أفكارا رائعة و رؤية ومغايرة لمغني الراب حيث نال هذا الأخير جائزة في مهرجان للفيلم القصير بمدينة سطيف و كان فعلا هذا الفيلم نموذجا للشباب المبدع حيث أن الإرادة و العزيمة و مبدأ العمل بعد الفكرة لا يحتاج لدعم السلطات كي تنتج ما تريد و تنجح .
لا يمكننا تجاوز فيلم " فايك " لأو آي إنتاج , من إخراج إسلام بوناش و أسامة بوناش من مدينة الميلية بجيجل , فيلم نجح بموضوع و فكرته الراقية جدا و الذي نال جوائز محلية للأفلام القصيرة أيضا .
مبادرات فنية شهدناها منها "ورشة الكتابة" الفكرة قدمها كل من باديد و فايزة ليلو و تنشيط الشيخ مليك و بانيس كانت رائعة في شكلها و مضمونها الثقافي الرائع , و مجهودات فردية لشباب يؤمن بأفكاره و نمط عيشه .
ورشة الغرافيتي بالعاصمة التي شارك بها الكبير "السيد" ذو الأصول التونسية و العديد من الفنانين الجزائريين من مدارس الفنون الجميلة أين أبدعوا بأفكارهم في فن الغرافيتي و هو ما يثبت أن المواهب تحتاج لبعض الإرادة و العناية لتقديم أرقى أنواع الفن .
أما بالنسبة للحفلات هذه السنة لم تكن بالشيء الكبير و لو بعض الإستثناءات التي قدمها الطوكس في عروض كانت قمة في التنظيم كان بـ we love hiphop Oran & Alger  و التي صاحبتها مسابقات في الإنتاج و عروض للفيلم القصير " ذو فاذر " . حفلات أخرى قدمها كريم الغانغ و فريد كلايمي في عروض مزدوجة للثنائي كانت ناجحة جميعا من خلال الحضور النوعي للجماهير , طبعا على مستوى العاصمة رأينا حفلات مصغرة لفرق عاصمية شابة كالبوروباز و الجبهة و البي في آل كومبلو . الجدير بالذكر هو أن كل العروض و الخرجات الفنية التي تغذي ديناميكية الحركة الثقافية , صغيرة كانت أم كبيرة , فهي أمر جيد جدا , فالإحتكاك الفني و الجماهيري أمر حتمي لتطور الشخصية الفنية لأي فنان كان و مصدر حيوي لمواصلة المشوار .
نقطة سلبية ظهرت بقوة خلال هذه السنة ,هي شبه إختفاء كامل للألبومات المنفردة أو المتعاونة ذات الثقل الفني و الموسيقي الكبير, و ضخ كبير للإنتاجات عبر شبكات التواصل الإجتماعي , أمر مؤلم بالنسبة لفن بحجم الراب الجزائري أن تمر سنة دون حديث عن ألبوم بعيار ثقيل . و هذه النقطة ما هي تحصيل حاصل للشرخ الكبير الذي تعانيه السوق التجارية أو الإعلامية للفن و خاصة الراب و الركود الحاصل بها الذي يعود لعدة أسباب , فمن غير المعقول أن أربع أو خمس ألبومات على طول العام و دون أي أثر على السوق يمكن أن يكون أمرا عاديا بالنسبة لفن عاش قرابة 20 سنة في الجزائر .  
لكن الراب الجزائري شهد أحداثا كثيرة خلال هذه السنة منها الإيجابي و منها السلبي , على سبيل المثال , دخل الراب على الخط في الإنتخابات الرئاسية , بأغنية حادة من لطفي دوبل كانون وجهها للوزير الأول أحدثت ضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام بعدها آتى عزو هود كيلار ليقف في الجهة الأخرى متضامنا مع السلطة و يرد بكلاش موجه للطفي دوبل كانون , حينها أبدى الجميع رأيه بخصوص تسارع الأحداث . منه من رآى الأمر ركوبا للحدث و يؤثر سلبا على صورة الراب المهتزة أصلا لدى السلطة و المجتمع على حد سواء , و منه من قال أنه أمر طبيعي أن نرى الفن يعبر عن رأيه و يشارك الحياة السياسية و الإجتماعية بل يفرض نفسه إعلاميا و هو أمر إيجابي , و هنا رأيت أن الراب كسب و خسر في آن واحد , بالسنة للمجتمع فقد فرض الراب نفسه على أنه فن فعال و مشارك في الحياة و مجرياتها اليومية عكس باقي الفنون , و بالنسبة للسلطات كما قلت سابقا أصبح فعلا الفن الوحيد الذي يزعج النظام , فالباقي أثبتوا قابليتهم للشراء , بصريح العبارة يؤلمني فعلا أن أرى الفن الجزائري اليوم بدون قضية واضحة و لا هو , و تبقى فنون الأنديرغراوند كالراب و التصوير و الفنون التشكيلية الوحيدة التي تقاوم و تؤمن بقضاياه و التي يراها البعض سباحة عكس التيار , لست مجبرا على أن أصفق لفنان دون مبادئ و يشترى بالدينار الرمزي فقط ليروج لنظام بائس تمت تعريته بعد أول هزة . نعم أعزائي الفن ذو قضية واضحة و يجب على جميع الفنانين الإلتزام بمبادئ نظرية الوجود , أي أن تكون أو لا تكون . لكن حتى إزعاج هذه الفنون للنظام تصنف في خانة إيجابية , فالمهم أنك تؤثر و لا تتأثر في إطار هوية و قضية .
نحن لا نجبر الفنان على الزج به في السياسة لكن فن دون هوية أو قضية لا يمكنه أن يدوم أو يعمر طويلا و الأمثلة كثيرة .
رغم كل العناصر الإيجابية التي ذكرت , يبقى الراب الأنديرغراوند يعاني , فكما قلت سابقا , أصبح الراب الجزائري يملك قلة من الفنانين و مجموعة من الرابرز و ترسانة من المبتدئين , و السبب الواضح هو مستوى الثقافة الفنية التي وصل إليها المجتمع الجزائري من تدني و إنحطاط و الأمثلة كثيرة , الجميع ينتج و يضخ على الأنترنت , و بصيص أمل آخر رغم إنتعاش ثقافة التعامل مع المنتجين في إنتاج الأغاني إلا أنه يبقى هناك خللا في هذا الصدد من حيث النوعية و الكم و الكيفية و ربما التواصل و الإحتكاك الفني أيضا .
نقطة أخرى يجدر التنويه لها , هو الضغط الحاصل على صفحة ديزاد راب , أمر غريب أن تصبح صفحة على الفايسبووك تتلقى ضغطا كبيرا لتغطية فن كامل في الجزائر , رغم مجانية الصفحة و عملها التطوعي , و هو أمر غائب الوجود في بلدان آخرى , و أظن أن هذا الضغط هو نتيجة إنغلاق المنابر الإعلامية على هذا الفن و عدم درايتها بهذه الثقافة و تعاملها معها بحذر بإستثناءات طبعا كحصة هيب هوب بلانيت و سابقاتها , و إن كانت الصفحة تطمح للخروج من الحيز الضيق لشبكة التواصل الإجتماعي و تأخر هذا الأمر بسبب غياب مصادر التمويل صراحة لإنتاج الحوارات و التغطيات الإعلامية و التنظيم و غيرها من الأمور الأخرى و الواقع أن غياب الربح المادي من الإستثمار في الفن سبب في تدهور الأوضاع الفنية بشتى مجالاتها .
إلى نهاية سنة 2014 كانت هناك أمور إيجابية و أخرى سلبية أدركناها و تواصل لمشاكل أخرى منذ سنوات , و الأمر الواقع أننا نملك كل المؤهلات و المواهب للإنتقال إلى مرحلة أخرى في الفن الجزائري عموما , كما أننا نحتاج للكثير من العمل و الصبر للقيام بذلك فالكلام وحده لا ينفع .

" أمين وناس " : صفحة ديزاد راب . كوم



mardi 9 septembre 2014

الفنان الجزائري بين الفشل و النجاح


موضوع للنقاش الحر : 

في العالم الفن يمكنك ملاحظة عدة أنواع من الظواهر الفنية , الكثير من الفنانين يملكون مسيرة طويلة و أعمال كثيرة لكنهم ليسوا رائجين إعلاميا , من جهة أخرى يمكن أن تجد بعض الفنانين في مدة قصيرة يكونون قاعدة شعبية و يكتسبون علامة فنية خاصة بهم تروج لأعمالهم أتوماتيكيا و تتدخل في هذه الظاهرة عدة عوامل منها : 

  • الفنان الذي يدخل في الروتين الفني , أي أن أعماله لا تملك القدر الكافي من اللمسات الإبداعية المغايرة لما هو رائج , يسبب عزوفا للمستهلك و بذلك تجده محصورا في زواية ضيقة جماهيريا . 
  • الفنان الذي يتميز بالصرامة في توجهه الفني و إستمراره على منهجية فنية مغايرة لما يطلبه المستوى الفني للجمهور لا يمكنه أن يكون رائجا بسبب تركيبة المجتمع , و المعروف أن الأذن الموسيقية الجزائرية عرفت تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة لذلك لن تتفاعل مع موسيقى أو فن لا يجد فيه نفسه . و الأجدر بالفنان هنا أن يتعامل بذكاء فني كبير للوصول بعفوية إلى قلب الجمهور دون إنحطاط في المستوى . 
  • الفنان الذي يفرض نفسه بين الجمهور , هو من يأتي بشخصية مغايرة لما يتم الترويج له , إما سلبا أو إيجابا , مثلا نرى الفرق بين سام ديكس و الحاس , الإثنان أتيا دون ترويج مسبق فأصبحا معروفان في عالم الراب , لكن الفرق يكمن بأي طريقة كسبا جمهورا و متابعين . 
  • التقرب من الإعلام و الحفاظ على علاقات جيدة مع رجال الإعلام يمكنه صناعة الفارق , فالإعلام من يصنع النجوم , مثال حي في صفحتنا , هناك من يتقرب من صفحة ديزاد راب حتى و إن كان لا يلائم توجهاتها الفنية و هناك من يقف في الزاوية و ينتظر أن يبحث عنه و كأنه كنز مفقود و هذه الطريقة غير فعالة و مجدية في عالم الفن . 
  •  من يلعب على الأوتار الحساسة للجمهور يكسب الرهان , الفنان الذي يريد النجاح هو من يعرف كيفية الإرتماء في أحضان الجمهور و يجعل منه درع حماية سواء إعلاميا أو حتى فنيا مثال : 
يمكن لفنان أن يقدم ألبوم فاشل فنيا : لكن الألبوم سينجح تجاريا بسبب قاعدته الجماهيرية التي ستحميه من أي هزات إعلاميا . 

يمكن لفنان معروف أن يقدم منتوج فني راقي : لكنه لم يفكر بالطريقة المثلى لربط المنتوج بالحياة اليومية للجمهور . 


كل هذه النقاط هي عناصر تحدد مسيرة الفنان بين النجاح أو الفشل و من يملك نفس أطول في عالم الفن هو من يصل القمة و يعمر فيها . 


  يتبع >>


أمين ديزاد راب
https://www.facebook.com/dzrap.officiel

lundi 7 juillet 2014

رد الشيخ مليك Fada Vex حول الموضوع الذي طرح في الكرونيك : المنتج الموسيقي الجزائري بين الذات و الآخر :


رد الشيخ مليك Fada Vex حول الموضوع الذي طرح في الكرونيك : المنتج الموسيقي الجزائري بين الذات و الآخر

الرجوع للأرث الموسيقي دليل على ثقافة المنتج الشاسعة و تمسكه بهويته و رغبته في الابداع بعيدا عن التقليد الأعمى.
الابداع ...كلمة غائبة بقوة. فالمنتج أو الرابر يخاف الخروج من الإطارات الرسمية و العادات "اليوتوبية " و يعطي للمستمع شيئا جديدا بأتم معنى الكلمة.
و النقطة الأخرى التي بودي أن أناقشها و هي مكانة المنتج الموسيقي في الراب الجزائري أي بصفة أخرى لا مكانة للمنتجين و قليلا ما يتكلم عنهم الجمهور و هذا دليل واضح على ما يراه المستمع و ما يهمه. 
نقص فادح في ترتيب الأولويات و الثقافة الموسيقية لدى أغلبية المستمعين على الفايسبوك و الصفحات و لكني لأ أعمم فأعرف أنه يوجد عنصر خامس بأتم معنى الكلمة و لكنه قليل و يوجد منتجين رائعين و لكنهم سيضمحلون إذا لم يرافقهم الحظ أو يتشبثون بالإرادة و العزيمة.
و من بين المنتجين الذين أعجبت بهم من حيث الإبداع و النوعية في الراب الجزائري:

LIL G TUNNER : https://www.youtube.com/watch?v=xUKQduvW0vQ
EL 3ou : https://soundcloud.com/rec-o/biya-dak-lmor
Diez : https://soundcloud.com/diez59/freddie-gibbs-feat-bj-the
Tekniko / Abrasax / Dr Snake 

رابط المقال بقلم أمين ديزاد راب : 
http://dzrap-com.blogspot.com/2014/07/blog-post.html

jeudi 3 juillet 2014

المنتج الموسيقي الجزائري بين الذات و الآخر .

إن تاريخ الإنتاج الموسيقي الجزائري لا يكفيه بضعة سطور حتى أقدم له عرضا تشريحيا في إجابياته و سلبياته ,  لكنني نظرا لمعطيات المرحلة , أرى أن أقدم وجهة نظري الخاصة بخصوص المستوى و التوجهات التي يؤول إليها خلال الفترة القادمة . 
إن المنتج الجزائري في موسيقى الراب , غالبا ما تراه يلجئ إلى الشخصية الغربية في الإنتاج , من طبوع و ستايلات و إيقاعات , في حين أن إرثه الموسيقى يزخر بما لا يملكه الآخرون , فلو نعود مثلا إلى الأصل في أمريكا , المنتج هناك يستلهم من إرثه الموسيقي من جاز و بلوز و صاول و تلك النوتات السوداء الإفريقية . 
في مقال سابق ’’ الحصيلة 2012 ’’ تكلمت عن هذا الموضوع , حين شجعت عمل المنتج هوستيل في أغنية مورفين لتشيسطا الباز  , التي بدت أنها تخرج من صلب ثقافة جسدتها فرقة آم بي آس و طوكس في بداياتهم , أن يستلهم المنتج من إرثنا الموسيقى على مستوى اللحن و الإيقاع . 
آم بي آس و طوكس كانا السباقان في االتعامل مع الإنتاج الموسيقى إعتمادا على الإرث الموسيقى المحلي و تقديم صورة راب جزائري مائة بالمائة . 
ما يمنح المنتج الحرية على الإبداع هو الـ Sample , لإستغلال الإرث الموسيقي لإثبات وجود الشخصية الفنية و موسيقية , التي تقدم الراب الجزائري ببطاقة تعريف خاصة , فالمعروف أن الموسيقى لغة لجميع البشر , فمن لم يفهم الكلمات يصله إحساس المنتج في ألحانه , أنغامه و إيقاعاته . 

إن لجوء المنتج الجزائري في الغالب إلى نسخ طبوع غربية بحتة دون شخصية فنية أو لمسة إبداعية واضحة , أحيانا أراها مفرغة الإحساس و بدون محتوى واضح أو توجه معين . أي أن المنتج ينتج فقط لينتج . 
أظن أن غياب الوصلة و التواصل بين المنتج و الرابر في الأستوديو , و الإعتماد في أغلب الأحيان على التعاون عن بعد ,يأتي بنتيجة أن المنتج يؤلف إنتاجاته بعيدا عما يريد تقديمه الرابر ,و يؤدى إلى غياب التناسق في الإحساس بين الكلمات و الإنتاج . 

لذلك أحبذ شخصيا التعامل مع الرابر في الأستوديو على أن أن تنتج بعيدا عنه ثم يتلقى الرابر المنتوج كأنه حذاء يتم لبسه دون مراعاة ما ينتظره في الطريق . 
أما بالنسبة لمستوى المنتج الجزائري , أرى أننا نملك قدرات و مؤهلات لا تختلف عن الموجودة عند الآخرين فقط ينقصنا الثقافة الموسيقى و الفنية لمنح الإنتاج كاريزما فنية خاصة تضع صورة المنتج و الإنتاج في مكان أرقى تجاريا و تسويقيا و فنيا بدرجة أولى . 
ما سبق أن قلته حول إستغلال الإرث الموسيقي المحلي في الإنتاج , لا يعني وجوب الإستغناء أو الإبتعاد عن الموسيقى العالمية , بل غياب أحد الجانبين هو المشكل , و التوفيق بينهما هو الحل . 

وجهة شخصية ’’ قابلة للنقاش و الرأي البديل ’’

بقلم أمين ديزاد راب 

jeudi 29 mai 2014

الرابر الجزائري أمام المرآة . بقلم أمين ديزاد راب

إن الراب الجزائري يتمتع بخصائص اجتماعية و ثقافية , تجعله يختلف عن الراب في بلدان أخرى , حيث أن دخوله الجزائر لم يكن سببه الحركة الثقافية الفنية العالمية بقدر ما هي أسباب اجتماعية و سياسية , نتيجة للوضع الذي عاشته الجزائر في بداية التسعينيات , من انهيار على جميع الأصعدة و تلك الأحداث الدرامية التي عاشها البلد , و هو ما أدى إلى تولد رغبة في شريحة من الشباب في الهروب نحو التمرد الاجتماعي أو استيراد البديل بعد الانغلاق و الكبت المعنوي الذي عايشوه طيلة تلك الفترة . التي اتسمت بالركود الشبه التام للحركة الفنية و الموسيقية . حين لجأت الفرق التي أسست الراب الجزائري ,لهذا النوع الموسيقي رغبة في التعبير بطريقة مختلفة و غير مبتذلة و بعيدة عن لغة الخشب . بشخصيته المتمردة حول السياسة و المجتمع أساسا , شكلا و مضمونا . حتى أصبح الراب الجزائري بصورة الثائر و الغير خاضع لأية قواعد يفرضها المجتمع , بمواضيعه التي أخرجت الطابوهات إلى العلن و قول ما لا يقال . إن الراب الجزائري لم يتجرأ يوما أن ابتعد عن أساسيات هويته الحضارية أو الثقافية , لكن ما رأيناه طيلة السنتين الأخيرتين أمر يدق ناقوس الخطر .
حين يكون الراب و نصوصه صورة لعمق المجتمع بجميع مكوناته , و في خضم عالم التواصل الاجتماعي الذي يجمع بين الراقي و القبيح على حد سواء , نصبح أمام مشكلة ثقافية و أخلاقية حقيقية , و هو الترويج لصور لا ترقى لما أسس عليه الراب الجزائري . بل الأكثر من ذلك التأثير سلبا على المستهلك المستمع .

إن الراب الجزائري اليوم , وجد فضاءات أوسع مما كنا نتخيله قبل 5 سنوات على الأقل , و انتشر الراب بين المراهقين كالنار في الهشيم , و المعلوم أن المراهق هو مستهلك غير واع لأي منتوج يقدم إليه , فإن كانت تروج له موسيقى لا تمت له بأية صلة لإرثه الحضاري و الثقافي , فتلك مصيبة حقيقة .
حسب إحصائيات قامت بها صفحة ديزاد راب , فإن الراب في الجزائر ينتج بمعدل كليبين كل يوم خلال السنة الماضية و النصف الاول من سنة 2014 . و ما يصنف أنه ردئ حسب مختصين ينال نسب مشاهدة أعلى من تلك التي تصنف كمحترفة و جيدة شكلا و مضمونا . و ذلك راجع أن المستمع المراهق يلجئ للنوع الرديء لما فيه من توجهات " ممنوعة مرغوبة " لا إردايا , بل هي صورة واقعية مما يعانيه المجتمع المهتز أخلاقيا . 

حين أصبح هم الرابر الجزائري هو الكليب و جودة الصورة و الإبهار قبل الجانب الموسيقي شكلا و مضمونا .  أصبحنا نشاهد أشكالا تتراقص يوميا في كليبات مليئة بالترهات . بدون حضور ركحي و لا كلماتي . بمعنى آخر أصبحت الشهرة الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر أهمية من الحضور الحقيقي على أرض الواقع و الفعالية في الحركة الثقافية و الفنية .
إن الفنان الذي لا يعمل في الكواليس ليلا نهارا لاكتساب المهارات الفنية و تطوير قدراته الكلماتية و التقنية , و يتوجه إلى صناعة الكليبات كاستباق لمراحل كثيرة كان يجب أن يمر بها هو أمر يتعلق بالمستوى الثقافي للفنان قبل كل شيء , و يؤدي به إلى التهاوي و عدم القدرة على المواصلة بنفس النسق , أي لن يملك النفس الطويل على العطاء في غياب عنصر " الـشو الإعلامي الإفتراضي " أي الـ Buzz .


نقطة ذكرتها سابقا , في الجزائر نملك الكثير من الرابرز لكن قلة منهم يستحق لقب الفنان . و هو الأمر الذي لا يعره الرابر الجزائري اهتماما بالغا و المستهلك لا يتمتع بالذوق الراقي حتى يفرق بين الجيد و الرديء .
مشكلة مستوى الثقافة الفنية لدى الرابر أو الفنان الجزائري , هو تحصيل حاصل لما ينتجه المجتمع , لكنه ليس عذرا حقيقيا للرابر, أن يصنع من نفسه شخصية فنية مؤثرة على المستمع . و على الرابر الجزائري اليوم أن يتحلى بالقدر الكافي من الثقافة الفنية و الموسيقية حتى يقدم مستويات أفضل , في حين أن الراب الجزائري لا تنقصه المواهب أو القدرات بقدر ما تنقصه الإرادة و التحلي بروح الفن الراقي .
أستمع يوميا إلى الكثير من الأعمال عبر النت , لكنني ما ألاحظه كثيرا هو تسرع الرابر الجزائري لغزارة الإنتاج قبل إتقان أعمالهم و ترك الوقت لها حتى يتنسى لهم كشف العيوب التقنية و الفنية . أعمال كان يمكن أن يتم تركيبها بطرق أكثر احترافية و خاصة نقطة انتبهت لها كثيرا و هي صناعة المقاطع الرئيسية Hooks, حينما يعجز أو يسرع الرابر في طرح عمله على النت , يتجاهل تركيب مقطه الرئيسي في الأغنية كـ"ستايل" جديد , و الأجدر هو الصبر على تأليف مقطع رئيسي لجلب المستمع أكثر و جعل العمل أكثر احترافية من أن يتم تناوله كفريسطايل عابر , خاصة و إن كان العمل به نص جيد و تقنيات رائعة . و هذه نقطة بسيطة من الطباع الفنية السيئة التي تؤثر سلبا على صورة الرابر الجزائري .
الأمر الذي أنبه إليه في كل مرة هو " التعليم الذاتي " Auto-Didacte , قبل الاعتماد على تقليد الراب من بلدان أخرى , نحن نملك من الإرث الموسيقي الكثير لتناوله و مزجه بموسيقى الراب الحالية , خاصة و أننا أسسنا مدرسة الراب الجزائري منذ سنين , هذه المدرسة لا تعني الإيقاعات و الصوتيات القديمة , بقدر ما هي قيم و مبادئ أسست عليها .

بقلم : أمين ديزاد راب


lundi 19 mai 2014

" Music industry " عالم " صناعة الموسيقى "


في أي مجال تريد دمجه في عالم الإحتراف أول خطوة تكون بجلب التمويل الخاص , Sponsoring .
الآن يطرح السؤال بالنسبة للراب , لماذا السبوسورينغ لا يستثمر في عالم " صناعة الموسيقى " Music industry " , كما يفعل في الدول الأخرى , أي أن التمويل الخاص للتظاهرات الفنية و الحركة الثقافية يتم بتموين خاص من الشركات الإشهارية أو المتعاملين الإقتصاديين , حيث يمنح حرية أكبر في خلق ديناميكية قنية جديدة بعيدة عن إرتباطات الأجندة التابعة لوزارة الثقافة التي غالبا تماطل أو تكون مرتبطة بميزانية محددة مسبقا .
لماذا نرى شركات كبرى تستثمر في بلدان أخرى و حتى عربية , لكن الجزائر تكون غالبا بإستثناءات . . . . . يبدو أن المنظومة التي تسير عليها البلاد في جميع المجالات , من إقتصاد و إستثمار بعيدة كل البعد عن فتح المجال لحرية أكبر للقيام بخطوات سريعة و متقدمة للتطوير جميع القطاعات .
أرى أن إستقطاب الـ Sponsoring أمر حتمي في ظل كل المعطيات التي تشير أننا نملك طاقات بشرية هائلة في جميع الميادين من رياضة أو فن أو علم على حد سواء . . . . و الكلام يسقط على الراب بشكل خاص .
بقلم / أمين ديزاد راب

lundi 14 avril 2014

الهيب هوب الجزائري لازال يتخبط . . .

الهيب هوب الجزائري و الراب خصوصا , بحاجة لمن يفتح له رؤية جديدة و نفس جديد , يدفع به بقوة إلى الأمام . بحاجة إلى ألبومات لا تنسى في أسابيعها الأولى من صدورها , بحاجة لعلامات فنية كبيرة تقدم هذا الفن كمتنفس حقيقي للشباب , كمظهر حقيقي من مظاهر إبداع الشباب و السعي على خلق جو من المنافسة الثقافية و الفنية . 
في الثلاث سنوات الأخيرة توقع الجميع ثورة في موسيقى الراب الجزائري , لكن الأيام أثبتت العكس , رأينا ركودا تاما ليس كميا بل نوعيا , و كأنها موجة موضة و سارعت للإختفاء مرة أخرى , برزت أسماء لكنها أثبتت ضعفها فنيا , إنتشرت ظاهرة الحصص التلفزيونية المتعلقة بثقافة الهيب هوب لكنها أثبتت تجاريتها و إستقطاب للمشاهدين لا أكثر و لا أقل و بعيدة كل البعد عن التجسيد  الحقيقي لهذه الثقافة أو التعريف بها . 
عندما تجد أن الراب الجزائري لازال يعول على صفحات فايسبووك و يحملها مسؤولية ثقافة بأكملها تعرف أن الخلل لا يكمن في موضع واحد , بالأزمة اعمق بكثير . . . . و الوطن بأكمله أصبح يجسد التعريف الحقيقي لمصطلح " الأزمة " . 

 بقلم أمين ديزاد راب 

lundi 24 février 2014

Par Fada Vex # Le jour où ils comprendront …le RAP ALGERIEN

Le jour où ils comprendront …le RAP ALGERIEN



Depuis plus de 20 ans que le rap existe en Algérie et l’incompréhension est toujours sans équivoque que ça soit des rappeurs, du public ou des « autorités » culturelles.  Quoi dire ? Depuis le premier hit rap algérien signé par Hamidou en 1985: Jawla f lil, considéré comme le premier titre de rap dans le monde Arabe, Depuis le départ des groupes commeMBSHamma et Intik en France fin des années 90, depuis l’explosion de Lotfi Double Kanon au milieu des années 2000, depuis qu’on écoute du rap algérien sur les publicités, les génériques d’émissions, de sitcoms, etc. Depuis le lancement de radio el Bahdja, depuis l’émission Turbo musique sur Alger chaine 3 où le public à écouter les premiers groupes de rap algériens, depuis l’exil de dizaines de rappeurs algériens, etc.
A quand un droit et un espace à cette musique jusque-là considérer comme un divertissement pour ado en mal vie ? L’évolution fulgurante du rap algérien sur le plan de la créativité et de la débrouille défie tous les autres genres musicaux algériens. L’occupation de la toile et son utilisation via Facebook, Youtube, Mysapce et j’en passe est juste impressionnante ! La débrouille de ces jeunes réalisateurs sorties d’aucune école d’audiovisuelle pour donner une qualité d’image 1000 fois meilleure que celle de l’ENTV et les chaines privées confondues, le génie de ces jeunes qui enregistrent, mix et mastearisent des chansons avec un home studio et qui arrivent à faire des disques pour que des éditeurs avides et sans scrupule les prennent gratuitement en scandant toujours le même slogan : « Essoug rah mayét » (le marché est mort- rien ne se vend). Toutes ces questions nous ramènent à la fameuses loi sur l’Art et l’Artiste, qui pour signalé n’est pas protégé. L’ONDA (Office National des droits d’auteurs et droits voisin), cette grande institution existe, mais à quoi elle sert réellement ? à imposer des timbres fiscaux sur des CD ? À chasser les vendeurs d’MP3 à la sauvette ? Son travail n’a aucune répercussion sur l’artiste   en vrai. Il devrait y avoir un SMIC pour les artistes à la base. Pour tous Album un minimum de contrepartie fixer par une loi, pour toute prestation scénique pareil. Et avec tout ça le rap continu à exister, bon ou mauvais, démago ou créatif, conscient ou festif. Le jour où ils comprendront, un pas en avant sera fait, car cette musique porte toute une génération.

CHEIKH MALIK

samedi 4 janvier 2014

الفريسطايل 1 , 2 , 3 , 4 و 5 . BAD id




في سلسلة فريسطايلات , رأيت حماسة  فنية لم أشهدها من قبل لدى فنان جزائري شاب و خاصة  في الراب ,  هذا الفتى يعلم جيدا ماذا يفعل , رأينا عبارات هجومية و عنيفة و لكمات فنية رائعة في الفريسطايل  1, فلاو متقن جدا , كما أعجبني طابعه الصوتي , و تمكنه الواضح من التقنيات و الإيقاع و التلاعب بالنص و الكلمات .

بكل موضوعية يمكنني منح العلامة الكاملة لأربع فريسطايلات " 1 , 3 , 4 , 5 " حيث أبدع في الفلاو المربع بتدفق و إلقاء جد رائعين , كما وجدته أكثر إبداعا في الفلاو فوق الإيقاعات المركبة على " Swing " , و تمكنه الواضح تقنيا منحه قوة و شخصية رائعة , خاصة في الفريسطال 5 , عندما غير الإلقاء و التدفق ثلاثة مرات في فريسطايل واحد . 
ما عدا الفريسطايل 2 , رأيت أنه لم ينجح في طريقة الإلقاء و الفلاو , كما أن اللحن إستهواه كثيرا فأثر على طريقة إلقائه للنص و تعامل معه كمغني و ليس كرابر , رغم أن النص كان رائعا .

فريسطايل 1 : 8/10


فريسطايل 2 : 5/10

فريسطايل 3 : 7/10

فريسطايل 4 : 8/10

فريسطايل 5 : 9/10

https://www.youtube.com/watch?v=xtKrLG0435I
https://www.youtube.com/watch?v=wOG50xUAFPI
https://www.youtube.com/watch?v=tTmQ1nv6Bx0
https://www.youtube.com/watch?v=I9wCbgZEQAY
https://www.youtube.com/watch?v=WuOE1es3n90 

من تقديم أمين ديزاد راب

vendredi 3 janvier 2014

الحصيلة . . . . 2013 || من تقديم أمين ديزاد راب ||


الحصيلة . . .2013
2013 , هي سنة الراب الفايسبووكي بإمتياز , نجح الراب الجزائري في إحتلال مكانة لا بأس بها على موقعي الفايسبووك و اليوتيوب مقارنة بالسنوات التي مضت , حيث حقق نسب مشاهدة جد عالية  على موقع اليوتيوب وصلت إلى نصف المليون في بعض الحالات .
https://www.facebook.com/dzrap.officielهي أرقام قد تبشر بخير من وجهة نظر البعض و تدل على أن الراب بدأ يستهوي الجماهير المستهلكة بعد عزوفها عنه لسنوات كثيرة منذ دخول هذا الفن إلى الجزائر . و أصبح الراب يملك جمهور واسعا من الشباب المراهق .
لكن من وجهة نظر آخرى يرى البعض أن الفنان الجزائري لم ينتهز الفرصة للخروج بهذا الفن إلى مكانه الأصلي , ألا و هو الشارع , و هذه المواقع الإلكترونية قد تكون أغلقت على الحركة الفنية و أدرجتها في خانة " الحركة الوهمية " المتمثلة في أربع عناصر " البارطاج , اللايك , التعليقات و نسب مشاهدة على اليوتيوب " . فالغرب حقيقة لم يستعمل هذه المواقع لتكون ساحة رئيسية للحركة الثقافية و الفنية , لكنهم يستفيدون منها للدعم المادي و الإعلاني التجاري و كسب المزيد من الجماهير عالميا . كما أنهم لم يتخلوا عن المهرجانات و الحفلات التي تعتبر خط التماس الأول مع الجمهور الحقيقي .
كما أثبتت صفحات الفايسبووك أنها لن تقدم البديل أو المجال الكافي للتقدم بفن الراب , مهما كانت المحاولات و المبادرات , لكن ما لم يفهمه الكثير هو تحميل هذه الصفحات أكثر مما يجب أن تتحمل , و لا يمكن بأي حال من الأحوال تحميلها مسؤولية ثقافة بأكملها . 
هي نقطة إجابية إستفاد منها الراب الجزائري هذه السنة , أسماء شابة كثيرة برزت و تركت بصمات و زرعت روح أمل في هذا الفن الذي بقي منحناه رتيبا فنيا طيلة مدة قد تكون قاربت العشر سنوات , دون لمسة فنية أو إبداعية واضحة و غياب الشخصية إن قدمنا الإستثناء للركائز , لكن هذه السنة بالذات , لمسنا إستفاقة فنية في موسيقى الراب , رأينا الجميع يحاول الظهور بصفة المحترف و القوي و ذو الشخصية الفنية , فنانين شباب أثبتوا قدراتهم الفنية سواء على مستوى النص , النوعية , الموضوع , الرسالة و حتى تقنيا و فنيا , طبعا لا يمكنني أن أكتب جميع الأسماء التي لمعت هذا العام لكن سنكتفي بذكر أعمال تركت البصمة في آخر المقال .
بالنسبة للألبومات لم نرى الكثير منها هذه السنة على عكس الأشرطة " ميكستايب " , ربما الألبوم الكلاسيكي الوحيد الذي شد الإنتباه هو ألبوم " الجريمة"  لفرقة " فايس تو فايس " بعد عمل جبار من كليبات و تسجيل و توزيع و ألبوم و قد كسبوا إحترام الجميع بل إحتلوا الصدارة في توجه الراب الواعي الهادف خاصة بأغاني مثل " نتائج الفتن " .
العلامة الفنية : 16,5 / 20

 " كتاستروف " للطفي دوبل كانون " الذي نال حصته هو كذلك و لم يكن غريبا من فنان بلغ مستوى كبيرا جدا من الشهرة و النشاط الفني محليا و دوليا و قد يعتبر الإستثناء في العمل تحت الإطار القانوني و إكتساحه للسوق منذ سنوات  
شريط " رابليزير " للكحلوش " لاقى نجاحا معتبرا أيضا , نتيجة إختياره الناجح للموسيقى و الطابع الأمريكي الذي يسود على أغلب توجهاته , حيث أثبت وزنا و مستوى رائعا في أول خرجاته خاصة على مستوى الفلاو و البانشلاين . 
Chronique : Mixtape RAPLAISIR / KAHLOUCH 2013 by DZRAP.COM 
Download Raplaisir - EL Kahlouch 2013 
العلامة الفنية : 14/20 
 كما أنني إستغربت عدم نجاح بعض الميكستايبات " جماهيريا " من أمثال شريط " بري نوبل تع زبل " لــ " لانفاكت " الذي صدر مع بدايات سنة 2013 , رغم أنه يملك لمسته المختلفة بنصوص إجتماعية سياسية حساسة , و أكثر هجومية في إنتقاداته للأوضاع , التعامل الجماهيري مع مثل هذا الشريط ظهر لي أنه بات أكثر إستهلاكية للأغاني المباشرة و السهلة , و البعيدة عن اللمسات الإبداعية في النص و القنيات , ربما لأن الأذن الجزائرية تعودت على نص الراي ( الملاهي ) السهل و المبتذل و السخيف في أغلب الأحيان . كما لاحظنا أن الجمهور تجلبه البصريات و الصورة قبل الصوت و الرسالة .
 Prix Noble ta3 Zbel - L'Nfect - 2013 - Mixtape


من الفنانين الذين تركوا إنطباعا جيدا منذ بداياته إلى الجمهور هذه السنة , " الحاس " غريب الأطوار موسيقيا و حتى نصيا , حيث انه قد بدى إلى البعض أنه آلة بانشلاينية , بعد عناوين سيتذكرها الراب الجزائري كثيرا , أمثال " الشواف الأعمي " " حكونا ماطاطا " و ميستر بين و بين " فالرجل واضج جليا أنه لم يأتي ليقدم " الفاست فوود " بل فنا بشخصية و كاريزما مختلفة كلية عما تعودنا سماعه , خاصة بإبتعاد عن النهج السردي و المباشرة في النص , بل إعتماده على العبارات المجردة و التلاعب بالكلمات و القافية في الكثير من المواضع في النص الواحد . في إنتظار " الشريط القادم – البونية – الذي يتوقع أن يحدث الكثير من المفاجآت .
  

لا يمكن أن ننسى فنانا شابا هو الآخر له مسقبل واعد في الراب الجزائري إن تقيد بروح الفنان الحقيقي و هو فلان بوروباز , الذي أظهر قدرات فنية رائعة , خاصة في شريط " ضربة صحيحة " الذي قدمه قالب " أطوبيوغرافي و إجتماعي بعبارات و تعبيرات ناتجة عن تأثيرات المحيط و من الشارع الحراشي , و إن سقط في فخ التقليد أحيانا , إلا أنه يملك ما لا يملكه الكثير ممن هم في سنه , أعماله الإغوتريبية لاقت النجاح الباهر كما أغانيه الإجتماعية من أمثال "المنسي" . لكنه يحتاج إلى العمل الكثير فنيا , كعدم  الإكتفاء بالإنتاج المتسرع و التعامل مع الأغاني بالمزيد من الجهد و الإبتعاد عن الإستهلاكية , لاحظت أنه قدم أغاني كان يمكن أن يقدمها بشكل أفضل , كأغنية " المنسي " التي رأيت أنها إحتاجت إلى تركيبة كلاسيكية من ثلاث مقاطع و مقطع رئيسي . دون أن ننسى فنانين آخرين أمثال نيرمو و زاكو اللذان أثبتا قدرات و إمكانيات هائلة تؤهلهم لإثبات الوجود على مدى طويل , و فرقة إيفوك بمدرستها الجديدة و لو أن نشاطها لم يكن بالمستوى المطلوب إلا أنهم كسبوا إحترام الجميع , فاشو العبقري كما يحلو للبعض تسميته ملهب الحماسة نصوص جد رائعة  راقية , آمسي مجهول و آمسي مجنون و توفيق تي آف كينغ , و طبعا الغني عن التعريف " فيكا غانجا بعد أعمال جد ناجحة و عودة قوية إلى الساحة . على العموم جميعا قدموا مستويات رائعة كانت حتما في فائدة الراب الجزائري هذه السنة .
Download Mixtape Darba S'hiha 2013 - Flenn -  
 علامة فنية : 13/20
أمسي مجهول الذي قبل سلسلة من الأعمال هذه السنة أشهرها " Mon Histoir " التي جلبت الكثير من المستمعين و صنعت إسما للفنان على الساحة , خاصة و أنها كانت " أطوبيوغرافيا " بحتة , بقصة واقعية من حياة الفنان , ألحق هذا العمل بالكثير من الأعمال الأخرى طيلة السنة بنفس النهج و الطابع الموسيقي الحزين , حيث ظهر أنه لا يتخلى عن النوع الذي يضمن إستمراريته جماهيريا , و أصبحت أعماله رتيبة فنيا لا تأتي بالجديد الذي يذكر , فنيا و موسيقيا . 

ألبوم " إكليبس " الذي قامت عليه الدنيا بالتغطية الإعلامية و الإشهار و عند صدوره كانت الصدمة , لا جديد يذكر بكل بساطة , من وجهة نظري أرى أن فرقة أفريكا جانغل أرادت القفز على مراحل كثيرة مازال بحاجة لها الراب في الجزائر , ذهبوا مباشرة إلى التجارية و العروض و الشاو المبهر و الساحة لم تكن مهيئة لذلك بعد , لو كانوا في بلد آخر ربما يمكنهم الدخول إلى المنافسة بتلك الطريقة , لكنهم وجدوا أنهم ينافسون أنفسهم , فلا أحد بغيرهم يملك السبونسورينغ إن استثنينا لطفي و هو البعيد كلية عن توجههم . خاصة و أن المجال الإعلامي الفني ضيق جدا , فإذاعة جيل آف آم لا يمكنها تمنح المساحة الكافية لفن بجميع فصائله . أمنح الألبوم العلامة : 11/ 20


فرقة الطوكس التي أعتبرها الإستثناء في النشاط الثقافي الميداني , و لو بغياب الأعمال الركحية محليا , قدموا حصيلة منوعة هذه السنة ,  بداية بسلسلة " الديزاد سايفر " التي حاولت خلق حركة فنية ثقافية بالإحتكاك بين الفنانين الشبان و الكبار , بمشاركة حوالي 30 فنانا . بعدها كليب نظرية الوجود , ثم روميكس " زاكسولوجي " , إلى " الشوو كايس إكزينوس " العرض المصغر للتعريف بالألبوم القادم للرابر " إكزينوس " " دكتوراب " , و تم تنشيط الحفل من عدة فنانين من الغرب الجزائري بحضورمعتبر للعنصر الخامس . كما تمت مشاركة الفرقة في تظاهرتين دوليتين بمرسيليا و ليون الفرنسيتين , و التحضير لمفاجئة سنة 2014 بالفيلم الوثائقي البيوغرافي " The Father  " . . . التي ينتظر شهر جانفي 2014 .  و أعمال أخرى كثيرة كالـ " Archivex et le concours 
remix Nadhariate el Woujoud .

فنانان آخران سيفتقدها الراب الجزائري و هما " تشيسطا الذي بعد أقدم ألبوم –En Etat d’urgence- إنسحب يوم 1 أفريل من العام الماضي , و عبدو آل ديماك " الذي جلب الإنتباه بعد سلسلة فريسطايلات , آخرها الذي كان مغايرا في النص و الموسيقى بطابع إجتماعي سياسي , لكن الإثنين إختارا الإنسحاب بعد مدة قصيرة في مسيرة الراب بعد أن كان يتوقع لهما مراتب جد متقدمة على الساحة و يعتبرا من الخسائر التي تعرض لها الراب سنة 2013.


نقطة هامة هي كذلك و هو التطور الملحوظ على مستوى إنتاج الكليبات المصورة , من تقنيات بصرية رائعة و إخراج بلمسات فنية متقنة , طبعا الكمية غلبت على النوعية لكنها تبقى نقطة إجابية إستفاد منها الراب الجزائري هذه السنة .

الإعلام الجزائري , هو بدوره مزال يتخبط في إثبات نفسه , لكن لو تكلمنا عن دور في مجال الهيب هوب , فهو مزال بعيدا كل البعد عن فهم مكونات هذه الثقافة و عناصرها , و المشكل في القائمين على هاته المنابر الإعلامية الهشة التي لا تقدم و لا تأخر سواء في السياسة أو في الفن أو حتى فن طبخ .

من تقديم : أمين ديزاد راب 

" المقال عبارة عن آراء شخصية بحتة تمثل صاحبها لا أكثر "

لمطالعة مقالات نقد فني للراب الجزائري يمكنكم أيضا زيارة المدونة الإلكترونية :


مقالات كتبت في 2013 :