إن تاريخ الإنتاج الموسيقي الجزائري لا يكفيه بضعة سطور حتى أقدم له عرضا تشريحيا في إجابياته و سلبياته , لكنني نظرا لمعطيات المرحلة , أرى أن أقدم وجهة نظري الخاصة بخصوص المستوى و التوجهات التي يؤول إليها خلال الفترة القادمة .
إن المنتج الجزائري في موسيقى الراب , غالبا ما تراه يلجئ إلى الشخصية الغربية في الإنتاج , من طبوع و ستايلات و إيقاعات , في حين أن إرثه الموسيقى يزخر بما لا يملكه الآخرون , فلو نعود مثلا إلى الأصل في أمريكا , المنتج هناك يستلهم من إرثه الموسيقي من جاز و بلوز و صاول و تلك النوتات السوداء الإفريقية .
في مقال سابق ’’ الحصيلة 2012 ’’ تكلمت عن هذا الموضوع , حين شجعت عمل المنتج هوستيل في أغنية مورفين لتشيسطا الباز , التي بدت أنها تخرج من صلب ثقافة جسدتها فرقة آم بي آس و طوكس في بداياتهم , أن يستلهم المنتج من إرثنا الموسيقى على مستوى اللحن و الإيقاع .
آم بي آس و طوكس كانا السباقان في االتعامل مع الإنتاج الموسيقى إعتمادا على الإرث الموسيقى المحلي و تقديم صورة راب جزائري مائة بالمائة .
ما يمنح المنتج الحرية على الإبداع هو الـ Sample , لإستغلال الإرث الموسيقي لإثبات وجود الشخصية الفنية و موسيقية , التي تقدم الراب الجزائري ببطاقة تعريف خاصة , فالمعروف أن الموسيقى لغة لجميع البشر , فمن لم يفهم الكلمات يصله إحساس المنتج في ألحانه , أنغامه و إيقاعاته .
إن لجوء المنتج الجزائري في الغالب إلى نسخ طبوع غربية بحتة دون شخصية فنية أو لمسة إبداعية واضحة , أحيانا أراها مفرغة الإحساس و بدون محتوى واضح أو توجه معين . أي أن المنتج ينتج فقط لينتج .
أظن أن غياب الوصلة و التواصل بين المنتج و الرابر في الأستوديو , و الإعتماد في أغلب الأحيان على التعاون عن بعد ,يأتي بنتيجة أن المنتج يؤلف إنتاجاته بعيدا عما يريد تقديمه الرابر ,و يؤدى إلى غياب التناسق في الإحساس بين الكلمات و الإنتاج .
لذلك أحبذ شخصيا التعامل مع الرابر في الأستوديو على أن أن تنتج بعيدا عنه ثم يتلقى الرابر المنتوج كأنه حذاء يتم لبسه دون مراعاة ما ينتظره في الطريق .
أما بالنسبة لمستوى المنتج الجزائري , أرى أننا نملك قدرات و مؤهلات لا تختلف عن الموجودة عند الآخرين فقط ينقصنا الثقافة الموسيقى و الفنية لمنح الإنتاج كاريزما فنية خاصة تضع صورة المنتج و الإنتاج في مكان أرقى تجاريا و تسويقيا و فنيا بدرجة أولى .
ما سبق أن قلته حول إستغلال الإرث الموسيقي المحلي في الإنتاج , لا يعني وجوب الإستغناء أو الإبتعاد عن الموسيقى العالمية , بل غياب أحد الجانبين هو المشكل , و التوفيق بينهما هو الحل .
وجهة شخصية ’’ قابلة للنقاش و الرأي البديل ’’
بقلم أمين ديزاد راب
مقال صغير بمعاني كثيرة شكرا امين
RépondreSupprimer