" Prix noble te3 Zbel – L’Nfect "

" Prix noble te3 Zbel – L’Nfect "

عنف , غضب , سخط , حنين , حب , انتماء , ابداع , تفاني و احتراف .... ببساطة , كانت هذه عناوين لـ Mixtape " بري نوبل تع زبل " التي أصدرها " لانفاكت ".

في مقال " 2012 الحصيلة " قلت بالحرف الواحد , أظن أن الشريط سيكون له وقع زلزالي في الراب الجزائري .... لكن الحقيقة النتيجة كانت أكثر بكثير من ذلك ,  ثورة حقيقة على مستوى النص , نوعية المواضيع المتناولة جد عميقة , و شخصية فنان عالمي تجسدت في الشريط بكامل جوانبه .

S.O.F.I.A.N , أغنية جزائرية بطابع عالمي , اشتقنا فعلا لسماع أغاني من هذا النوع , " كي تكون عربي في بلاد الروم , تسلك لابوليتاس ..." ...... " تفوت عشرة سنين فالعمر في فرانسا يبدا الاختلاف , تسمع فرانسا مشي بلادك زيد تكره لي خاف " " موسيقتك تغفل الشعب , موسيقتي حياة ماشي مهنة " .

موضوع الغربة و الاندماج في المجتمع الغربي , و مشاكل الجالية هناك , لب الموضوع أصيب في الصميم  لأنه نابع عن تجربة شخصية لـ " لانفاكت " , الريشة كانت بالعمق اللازم , تقنيا الفلو كان رائع بشخصية " لانفاكت " الأصلية التي لا تنتج عن تقليد , نبرة الصوت التي توصل الاحساس بصدق . حتى الـ beat الذي اختاره كان أكثر من رائع و يطابق الاحساس الذي أراد إيصاله للمستمع .

" ما سخاش تقرب " , يقصف السلطة و المسؤولين و بعض الرابرات , " من بعيد راك تشوف التضاريس , حياتي قميص و حياتك زنا و شراب في باريس " ..... بنبرة الغاضب و الساخط , طبعا كلمات جارحة و ناسفة كما عودنا " لانفاكت " في هذا النوع من المواضيع , على طريقة  Fort Minor أوصل رسالة  واضحة و شديدة اللهجة إلى جهات معينة منها السلطة و بعض الرابرات التي غيرت من محتوى رسالتها في الراب و أصبح الراب الذي تقدمه مجرد تغريد . " ماسخاش تقرب خطاك خطاك فمي فم كازيرنا .." الأغنية كانت بطاقة حمراء لكل من لا يلتزم بقانون لعبة الراب الديزاد الحقيقي . ببساطة الأغنية هاردكورية رائعة , تقنيا : الفلو – النص – خط اللكمات بعلامة 10/10 , موسيقى التي اختارها تعكس تأثر " لانفاكت " بنوعية معينة من الموسيقى العالمية لكن ما أعجبني أنه بنى الأغنية بطريقته الخاصة مما أضاف إليها الطابع الأصلي .

"علاش" و الرسالة كانت جد واضحة , و ما أعجبني صراحة طريقة تناول ميولات "لانفاكت" الدينية , لم تكن مشرحة بلغة الخشب فلم يجبر نفسه ليصبح داعية أو إمام , بل حاله حال أي شاب جزائري غيور على دينه و وطنه , نبرة الغضب و كلمة السخط لا تمنع أن تكون متدينا . نداء للمجتمع لوأد الفتنة , السلطة كالعادة كان نصيبها أيضا كبير من الانتقادات اللاذعة . المستوى التقني رائع كالعادة , الفلو و الـ interpretation في النص كانت شبيهة " tunisiano " إن لاحظتم ذلك في أغنية " لافرانس 2 " حيث مواضع التنفس و التوقف كانت أغلب الأحيان بين الظهر و العجز للسطر . الاحساس رائع و ما أعجبني صراحة نوعية الكلمات حيث أنه لا يستعمل الكلمة إلا إذا تأكد من أن لها الوقع الكافي على الأذن . الموسيقى بألحانها إختيارها ناسب الموضوع بنسبة كبيرة جدا .

" PARIS-ORAN  " النص كان فرنسيا , أبدع بطريقة مدهشة , ما يلفت الانتباه المستوى التقني , حيث أنه من يعملون كثيرا على المدرسة القديمة بميزان ¼ قلة منهم من يستطيع أتقان ميزان ظهر بكثرة في المدرسة الجديدة ألا و هو ميزان ½ . هذا الميزان في الكتابة يعتمد اللعب بالكلمات و نغماتها الصوتية  , و أول نجاح كبير سجل لهذه التقنية طبعا في أغنية " Forget about dre " المهم ما أعجبني في "لانفاكت " أصاب الهدف مرة أخرى , خاصة بتنويعه في التقنية , هنا ما يثبت قدراته الفنية و التقنية الهائلة فعلا . بالنسبة لي الأغنية كانت استعراضية بدرجة كبيرة و تجسدت فيها كل مكونات طابع الهيب الهوب  .

بالنسبة لـ " الجنة ولات نار " كتب مقالا سابقا حول هذه الأغنية لذلك سأقتبس منه لمن لم يقرأه :

" " الجنة تولي نار " , شرح فيها الوضع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الثقافي , " بالشعب لعبو لقمار ...... حنا كبرنا في الدمار , شدينا في المزمار نتمشو بالألغاز .... " مقاطع في الصميم و النبرة الغاضبة صوت الشارع يصرخ ...... . " الشعب يشهد بالله , الدولة تشهد بالأرقام " ...  . "لانفاكت " الغاضب المتمرّد , الكلمة الجارحة , الصراحة المرّة , الأغنية عند سماعها من المرة الأولى تعرف نوعية الفنان و شخصيته من النّص و طريقة تناوله للموضوع , " ماعلابليش لإيران عندها سلاح نووي , مي مسائيل بلادي ضيعو بزاف سائل منوي ....؟ "  صادم فعلا , من رأيي الشخصي علامة " لانفاكت " واضحة في الرّاب الجزائري , و لو أردنا تحليل الأغنية بجوانبها التقنية و الفنية , لرأينا لمسة " روح الفنّان المبدع " واضحة جليا في عدة نقاط . بالنسبة للنص كان أكثر من رائع , نوعية كلمات كانت بالدّقة اللازمة لتكون في نفس نسق الأغنية و الموضوع و طريقة تناوله ,  كمية البانشلاين , كانت بالجرعة اللازمة و ضاربة في العمق , من جهة اخرى " الفلو " كانت مبدعا فعلا و من دون مجاملة قلة من يستعمل تقنية الـ " Bending Words " و "  Assonance " التي تكون بعيدة كل البعد عن  القافية التقليدية , مما سمح لـ " لانفاكت " بالابداع بحرية أكبر فوق الـ Beat  . من رأيي الشخصي الاغنية اوصلت مضمونها الاجتماعي و أظهرت بعدا فكريا و فنيا راقيا .

" شكون الباست " على طريقة " ريمامبر دو نايم " , الأغنية إغوتريبية رائعة , الفلو أكثر ما أعجبني في الأغنية , مزيج رائع و الكثير من الـ jeux de mots , " لانفاكت و المايك إيل فو با تاست " لمسات "لانفاكت" الأصلية مع رتوشات من الموسيقى التي تـأثر بها خلال المدة الفارطة , استعراضية و الخط اللكمات " كومندوسي " . لا أكثر و لا أقل 10/10 .

" بيدوفيل " كانت قطعة هامشية في الشريط كرسالة واضحة للسلطة و المجتمع , عالعادة أصبحت واضحة جدا شخصية "لانفاكت" نبرة كتابته أصبحت ملكا له و علامة فنية خاصة به .

" روح شكم " , ببساطة أنه يتحدى السلطة , " كلمة الحق نقولها ... " رسائل واضحة للمسؤولين و رجال السلطة , " في البرلمان شاد السارق الزاني و الخمار " , النص كان بجرعة زائدة من الكلمات الجارحة , " لعطاو لولد حلوى غير قلب ولدك ماللور ؟ ... " . الأغنية هاردكورية من مدرسة الـ Underground , كما أعطى للنص حقه تقنيا , فوق Tempo سريع بحوالي 100bpm , فلو لا يحتوي على الكثير من مواضع التنفس و التوقف ليعطي الانطباع على حالة الغضب التي غلبت على أغلي نصوصه في الشريط . الموسيقي أيضا مختارة بشكل ناسب رؤية النص و شخصية الـ "لانفاكت" , احتوى على "كيك " 808drums و " clap " كان غالب عليه " dirty south " , عموما الـ beat كان dirty نوعا ما . بالنسبة للـ Refrain أو ما يمسى بالـ Hook لم يصلني أحساسه نوعا ما كان يصلح لكلاش إغوتريبي , لكن الأغنية بصورة عامة أصابت الهدف .

" دموع التوبة " تروي بطريقة رائعة , رؤية و أفكار و قراءات "لانفاكت " من حياته الشخصية , ميولاته الدينية  , معاناته, أخاطئه و تجاربه في الحياة , و قام باسقاطها و توجيه رسائله للمستمع , بنص و خط لكمات أثبت قدرة الفنان على الكتابة العميقة و أنه لا يتقن فقط النص العنيف أو الغاضب بل أن له أحساس عميق بما يجري حوله و " لمسة روح الفنان " The artist Spirit كانت واضحة , لكنه استعمل النبرة  الصوتيه الغاضبة العنيفة شخصيا رأيت أنها لم تكن في محلها , هذه النوع من النص و الموسيقى , أظن أنه لو أداها بالنبرة الهادئة لكان الاحساس فيها عظيما فعلا ,  لو تلاحظوا LIM الفرنسي عندما أكثر من استعمال النبرة الغاضبة و العنيفة لذلك لم يصل للنجاح المتوقع منه رغم كل ماقدمه في الراب الفرنسي و مكانته فيه , شخصيا أرى أن "لانفاكت" يجب أن يدرك أن لديه فرصة كبيرة ليوصل صوته لمدى بعيد جدا لو يعرف كيف يوصل صوته , خاصة هذا النوع من الأغاني , الذي لا يموت بسهولة , بل احساسه يصل بسهولة , لذلك يجب الانتباه إلى هذا الجانب .

" الحب " عنوان عالمي , و النص كذلك , يصف حالة الهام على طريقة الكبار , أداها بطريقة " روكاوية " , هنا أرى أن النبرة كانت في محلها , لأن جرعة الإلهام كانت كبيرة , حيث تدرك من النص أن الرابر الغاضب أو العنيف , ليس مجرد من المشاعر , بل احساسه العظيم هو الذي جعل منه فنانا ببساطة , النص كان رائعا , و الكلمات أيضا , صراحة برافو لـ " لانفاكت " فقد اشتقنا لهذا النوع من الأغاني في الراب الجزائري , أغنية من هذا النوع يمكن أن تصل للعالمية بسهولة تامة , تخيلوا فقط لو كان الـ refrain مع فنان يغني الانجليزية ؟ بموسيقى عالمية بنفس النوع الذي اختاره للأغنية .

" الخاتمة " أرادها أن تكون تحية و سلام للمعجبين و الاسرة الفنية , و كل من ساعده من قريب أو من بعيد , و بلغ سلامه للجميع عبر كامل ربوع الوطن .

كناقد فني و كمستمع توقعت من "لانفاكت" و صرحت سابقا , أن الشريط سيكون من العيار الثقيل , شخصية الشريط كانت عالمية من دون نقاش في ذلك , و قد أثبت فعلا أن " لانفاكت" من طينة الكبار , و أظن أننا مؤخرا بصدد تغير نوعي في الراب الجزائري , بعد صحوة الكبار إن صح القول , و تطور واضح من فناني الجيل الثاني , و ملاحظة أخرى الشريط موسيقيا كان مائة بالمائة "فايس بي " لكون الشريط لا يخضع لقاعدة الانتاج الموسيقي بل هو عبارة عن انعكاس للموسيقى التي تترك تأثير على الفنان موسيقيا .  كناقد فني من نظري الشخصي أرى أن الشريط أصبح مرجعية في مكتبة الراب الجزائري و شيء يشرفنا فعلا أن نسمع هذه النوع من الراب بعد عناء طويل حقيقة .

بقلم الناقد الفني : أمين DZRAP.COM