DZRAP.com

DZRAP.com
L'actualité du rap algerien

vendredi 2 janvier 2015

" الحصيلة 2014 " - أمين وناس -

" الحصيلة 2014 "

كانت البداية بالشريط ميكستايب البونية للحس , نقلة نوعية في طريقة تعامله مع النص و بناء الشخصية الفنية في فترة قصيرة , شريط غني عن التعريف بعد النجاح النوعي الذي وصل إليه ثم أبدع بسينغلات أكثر روعة منها ألف كرهة و كرهة , يلحقه شريط ألكاتراب لفلان الشاب العضو في فرقة بوروباز , شريط أثبت علو كعب الفتى على مستوى الكلمات و تقنيات الكتابة و الإلقاء , لكنه دون سابق إنذار يعلن عن توقف مسيرته الفنية في بدايتها , دون أن ننسى سلسلة الفريسطايلات التي تواصلت منذ 2013 التي قدمها آل دي ماك , ريشته التي وعدت بالكثير لكن هذا الأخير أيضا يعلن إيقاف مسيرته , أحسسنا أن الساحة كانت تعاني نزيفا في المواهب الشابة حينها , ألبوم بيل و فاص لبلان 23 , أيضا لاقى نجاحا كبيرا وسط محبي موسيقى الراب , مواضيع و جو موسيقي قدم إضافة للساحة الفنية , كما الراد لاليرت هو الآخر الذي أبدع بسلسلة فريسطايلات سكيزوفريستايل ما قبل الألبوم المنتظر سكيزوفراد بإبداعات المنتج دي آي , الراد لاليرت أظهر قوة كلماتية و إختيارات موسيقية صائبة في أغلب خرجاته طيلة السنة . ميلومان أيضا بألبومه قدم مجهودا فنيا راقيا هذه السنة و لو بعض النقائص التقنية , لكنه سيستفيد منه كخبرة فنية أكثر منه نجاحا جماهيريا , و ألبوم الهادي سيمينوف الذي سوق تجاريا لكن دون ضجة إعلامية تذكر و نجاح جماهيري كبير , و الأمر يعود دائما لركود سوق الفن الجزائري لكنه يبقى عمل يجب إحترامه فهو يشجع على إستمرارية الفنان و مجهوداته .
الأمر الجميل هذه السنة إنفجارات إرتدادية لمواهب دخلت بقوة على الخط , إيكوزيوم و كلام و فرقة بلاد الفن , زاد كا و ليل بي و لانونيم و و البين بين الجبهة و البي في آل كرو , سايكو المخضرم , آمسي آرتيزان و تيتي آش كلها أسماء قدمت أغاني منفردة لاقت نجاحات كبير نظرا للكم الكلماتي و الإبداعي الذي أبانوه عبر أعمالهم أتوقع أنهم من سيكونون رواد الجيل القادم للراب الجزائري بالتحلي بالروح الفنية المبدعة و النظرة الراقية للفن كقضية و أفكار أكثر من مجرد راب.
أما المبدع فيكا غانجا , فقد رمى بكل ثقله هذه السنة من وفرة في الأغاني المنفردة و التنوع الموسيقي , من " وين رايحة " " ألو بوتفليقة " و " خليني نروح " " راني بعيد " مع سول جي , و كلها لاقت تجاوبا جماهيريا لم يسبق لفيكا أن وصل إليه سابقا , أظن أنه لو يواصل بهذه الطريقة سينجح في مسيرته الفنية خاصة بعد تواصله للتعاون مع حصص أمثال " واش قالوا في الجرنال " و توسع كبير في قاعدته الجماهيرية .
كريم الغانغ هو الآخر الذي أحسن التموقع على الساعة بأغاني منها فراش الموت و فوضى و الجميل أنه كان ذكيا جدا في التسويق لشخصيته الفنية عبر وسائل الإعلام في خطوة تقرب الجمهور أكثر لموسيقى الراب التي تعاني من مشكل إعلامي في التسويق المعنوي على الأقل . كما أن الكتاب الذي ألفه " أفكار لن تموت " جعل الكثيرين يغيرون أفكارهم بخصوص هذا الفن و رواده  و هي خطوة لاقت استحسانا من الجميع للثقل المعنوي الذي حمله هذا العمل أكثر منه مضمونا .
فريد كلاميتي أيضا قدم أعمالا جيدة طيلة السنة , أنهاها بعمل لم أكن أتوقع صراحة ذلك المستوى الذي أظهره في أغنية  " الهدرة ماللاخر " دون أننسى أغنية " فيدال التي قدمها في كليب رائع , حقيقة زادت رغبتي في سماع ألبوم منفرد له , خاصة و أنه من رواد الجيل الثاني للراب لجزائري كما أنه مثال للمنتج المجتهد في جل إنتاجاته الموسيقية .
بالنسبة للكليبات رأينا أعمال ناجحة كثيرة , من فوطيو عليا لعدلان غايم أوفر , حرك اللعب لطوكس , يا بلادي لبروت صون و فيدال لكلاميتي . . . و الكثير من الأعمال الأخرى التي كانت محترفة سيناريو و صورة و هو أمر نلاحظ تطوره الإيجابي في كل سنة رغم تخلفنا عن البلدان الأخرى في مجال السمعي البصري . و لو أن الإستثناء هذه السنة كان الأروع عبر الفيلم الوثائقي الذي أنتجه وليد بن يحيى بعنوان " ذو الفاذر " و كانت فكرته حول مغني الراب " الشيخ مليك – فادافيكس " حاملا هذا الفيلم أفكارا رائعة و رؤية ومغايرة لمغني الراب حيث نال هذا الأخير جائزة في مهرجان للفيلم القصير بمدينة سطيف و كان فعلا هذا الفيلم نموذجا للشباب المبدع حيث أن الإرادة و العزيمة و مبدأ العمل بعد الفكرة لا يحتاج لدعم السلطات كي تنتج ما تريد و تنجح .
لا يمكننا تجاوز فيلم " فايك " لأو آي إنتاج , من إخراج إسلام بوناش و أسامة بوناش من مدينة الميلية بجيجل , فيلم نجح بموضوع و فكرته الراقية جدا و الذي نال جوائز محلية للأفلام القصيرة أيضا .
مبادرات فنية شهدناها منها "ورشة الكتابة" الفكرة قدمها كل من باديد و فايزة ليلو و تنشيط الشيخ مليك و بانيس كانت رائعة في شكلها و مضمونها الثقافي الرائع , و مجهودات فردية لشباب يؤمن بأفكاره و نمط عيشه .
ورشة الغرافيتي بالعاصمة التي شارك بها الكبير "السيد" ذو الأصول التونسية و العديد من الفنانين الجزائريين من مدارس الفنون الجميلة أين أبدعوا بأفكارهم في فن الغرافيتي و هو ما يثبت أن المواهب تحتاج لبعض الإرادة و العناية لتقديم أرقى أنواع الفن .
أما بالنسبة للحفلات هذه السنة لم تكن بالشيء الكبير و لو بعض الإستثناءات التي قدمها الطوكس في عروض كانت قمة في التنظيم كان بـ we love hiphop Oran & Alger  و التي صاحبتها مسابقات في الإنتاج و عروض للفيلم القصير " ذو فاذر " . حفلات أخرى قدمها كريم الغانغ و فريد كلايمي في عروض مزدوجة للثنائي كانت ناجحة جميعا من خلال الحضور النوعي للجماهير , طبعا على مستوى العاصمة رأينا حفلات مصغرة لفرق عاصمية شابة كالبوروباز و الجبهة و البي في آل كومبلو . الجدير بالذكر هو أن كل العروض و الخرجات الفنية التي تغذي ديناميكية الحركة الثقافية , صغيرة كانت أم كبيرة , فهي أمر جيد جدا , فالإحتكاك الفني و الجماهيري أمر حتمي لتطور الشخصية الفنية لأي فنان كان و مصدر حيوي لمواصلة المشوار .
نقطة سلبية ظهرت بقوة خلال هذه السنة ,هي شبه إختفاء كامل للألبومات المنفردة أو المتعاونة ذات الثقل الفني و الموسيقي الكبير, و ضخ كبير للإنتاجات عبر شبكات التواصل الإجتماعي , أمر مؤلم بالنسبة لفن بحجم الراب الجزائري أن تمر سنة دون حديث عن ألبوم بعيار ثقيل . و هذه النقطة ما هي تحصيل حاصل للشرخ الكبير الذي تعانيه السوق التجارية أو الإعلامية للفن و خاصة الراب و الركود الحاصل بها الذي يعود لعدة أسباب , فمن غير المعقول أن أربع أو خمس ألبومات على طول العام و دون أي أثر على السوق يمكن أن يكون أمرا عاديا بالنسبة لفن عاش قرابة 20 سنة في الجزائر .  
لكن الراب الجزائري شهد أحداثا كثيرة خلال هذه السنة منها الإيجابي و منها السلبي , على سبيل المثال , دخل الراب على الخط في الإنتخابات الرئاسية , بأغنية حادة من لطفي دوبل كانون وجهها للوزير الأول أحدثت ضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام بعدها آتى عزو هود كيلار ليقف في الجهة الأخرى متضامنا مع السلطة و يرد بكلاش موجه للطفي دوبل كانون , حينها أبدى الجميع رأيه بخصوص تسارع الأحداث . منه من رآى الأمر ركوبا للحدث و يؤثر سلبا على صورة الراب المهتزة أصلا لدى السلطة و المجتمع على حد سواء , و منه من قال أنه أمر طبيعي أن نرى الفن يعبر عن رأيه و يشارك الحياة السياسية و الإجتماعية بل يفرض نفسه إعلاميا و هو أمر إيجابي , و هنا رأيت أن الراب كسب و خسر في آن واحد , بالسنة للمجتمع فقد فرض الراب نفسه على أنه فن فعال و مشارك في الحياة و مجرياتها اليومية عكس باقي الفنون , و بالنسبة للسلطات كما قلت سابقا أصبح فعلا الفن الوحيد الذي يزعج النظام , فالباقي أثبتوا قابليتهم للشراء , بصريح العبارة يؤلمني فعلا أن أرى الفن الجزائري اليوم بدون قضية واضحة و لا هو , و تبقى فنون الأنديرغراوند كالراب و التصوير و الفنون التشكيلية الوحيدة التي تقاوم و تؤمن بقضاياه و التي يراها البعض سباحة عكس التيار , لست مجبرا على أن أصفق لفنان دون مبادئ و يشترى بالدينار الرمزي فقط ليروج لنظام بائس تمت تعريته بعد أول هزة . نعم أعزائي الفن ذو قضية واضحة و يجب على جميع الفنانين الإلتزام بمبادئ نظرية الوجود , أي أن تكون أو لا تكون . لكن حتى إزعاج هذه الفنون للنظام تصنف في خانة إيجابية , فالمهم أنك تؤثر و لا تتأثر في إطار هوية و قضية .
نحن لا نجبر الفنان على الزج به في السياسة لكن فن دون هوية أو قضية لا يمكنه أن يدوم أو يعمر طويلا و الأمثلة كثيرة .
رغم كل العناصر الإيجابية التي ذكرت , يبقى الراب الأنديرغراوند يعاني , فكما قلت سابقا , أصبح الراب الجزائري يملك قلة من الفنانين و مجموعة من الرابرز و ترسانة من المبتدئين , و السبب الواضح هو مستوى الثقافة الفنية التي وصل إليها المجتمع الجزائري من تدني و إنحطاط و الأمثلة كثيرة , الجميع ينتج و يضخ على الأنترنت , و بصيص أمل آخر رغم إنتعاش ثقافة التعامل مع المنتجين في إنتاج الأغاني إلا أنه يبقى هناك خللا في هذا الصدد من حيث النوعية و الكم و الكيفية و ربما التواصل و الإحتكاك الفني أيضا .
نقطة أخرى يجدر التنويه لها , هو الضغط الحاصل على صفحة ديزاد راب , أمر غريب أن تصبح صفحة على الفايسبووك تتلقى ضغطا كبيرا لتغطية فن كامل في الجزائر , رغم مجانية الصفحة و عملها التطوعي , و هو أمر غائب الوجود في بلدان آخرى , و أظن أن هذا الضغط هو نتيجة إنغلاق المنابر الإعلامية على هذا الفن و عدم درايتها بهذه الثقافة و تعاملها معها بحذر بإستثناءات طبعا كحصة هيب هوب بلانيت و سابقاتها , و إن كانت الصفحة تطمح للخروج من الحيز الضيق لشبكة التواصل الإجتماعي و تأخر هذا الأمر بسبب غياب مصادر التمويل صراحة لإنتاج الحوارات و التغطيات الإعلامية و التنظيم و غيرها من الأمور الأخرى و الواقع أن غياب الربح المادي من الإستثمار في الفن سبب في تدهور الأوضاع الفنية بشتى مجالاتها .
إلى نهاية سنة 2014 كانت هناك أمور إيجابية و أخرى سلبية أدركناها و تواصل لمشاكل أخرى منذ سنوات , و الأمر الواقع أننا نملك كل المؤهلات و المواهب للإنتقال إلى مرحلة أخرى في الفن الجزائري عموما , كما أننا نحتاج للكثير من العمل و الصبر للقيام بذلك فالكلام وحده لا ينفع .

" أمين وناس " : صفحة ديزاد راب . كوم