DZRAP.com

DZRAP.com
L'actualité du rap algerien

jeudi 29 mai 2014

الرابر الجزائري أمام المرآة . بقلم أمين ديزاد راب

إن الراب الجزائري يتمتع بخصائص اجتماعية و ثقافية , تجعله يختلف عن الراب في بلدان أخرى , حيث أن دخوله الجزائر لم يكن سببه الحركة الثقافية الفنية العالمية بقدر ما هي أسباب اجتماعية و سياسية , نتيجة للوضع الذي عاشته الجزائر في بداية التسعينيات , من انهيار على جميع الأصعدة و تلك الأحداث الدرامية التي عاشها البلد , و هو ما أدى إلى تولد رغبة في شريحة من الشباب في الهروب نحو التمرد الاجتماعي أو استيراد البديل بعد الانغلاق و الكبت المعنوي الذي عايشوه طيلة تلك الفترة . التي اتسمت بالركود الشبه التام للحركة الفنية و الموسيقية . حين لجأت الفرق التي أسست الراب الجزائري ,لهذا النوع الموسيقي رغبة في التعبير بطريقة مختلفة و غير مبتذلة و بعيدة عن لغة الخشب . بشخصيته المتمردة حول السياسة و المجتمع أساسا , شكلا و مضمونا . حتى أصبح الراب الجزائري بصورة الثائر و الغير خاضع لأية قواعد يفرضها المجتمع , بمواضيعه التي أخرجت الطابوهات إلى العلن و قول ما لا يقال . إن الراب الجزائري لم يتجرأ يوما أن ابتعد عن أساسيات هويته الحضارية أو الثقافية , لكن ما رأيناه طيلة السنتين الأخيرتين أمر يدق ناقوس الخطر .
حين يكون الراب و نصوصه صورة لعمق المجتمع بجميع مكوناته , و في خضم عالم التواصل الاجتماعي الذي يجمع بين الراقي و القبيح على حد سواء , نصبح أمام مشكلة ثقافية و أخلاقية حقيقية , و هو الترويج لصور لا ترقى لما أسس عليه الراب الجزائري . بل الأكثر من ذلك التأثير سلبا على المستهلك المستمع .

إن الراب الجزائري اليوم , وجد فضاءات أوسع مما كنا نتخيله قبل 5 سنوات على الأقل , و انتشر الراب بين المراهقين كالنار في الهشيم , و المعلوم أن المراهق هو مستهلك غير واع لأي منتوج يقدم إليه , فإن كانت تروج له موسيقى لا تمت له بأية صلة لإرثه الحضاري و الثقافي , فتلك مصيبة حقيقة .
حسب إحصائيات قامت بها صفحة ديزاد راب , فإن الراب في الجزائر ينتج بمعدل كليبين كل يوم خلال السنة الماضية و النصف الاول من سنة 2014 . و ما يصنف أنه ردئ حسب مختصين ينال نسب مشاهدة أعلى من تلك التي تصنف كمحترفة و جيدة شكلا و مضمونا . و ذلك راجع أن المستمع المراهق يلجئ للنوع الرديء لما فيه من توجهات " ممنوعة مرغوبة " لا إردايا , بل هي صورة واقعية مما يعانيه المجتمع المهتز أخلاقيا . 

حين أصبح هم الرابر الجزائري هو الكليب و جودة الصورة و الإبهار قبل الجانب الموسيقي شكلا و مضمونا .  أصبحنا نشاهد أشكالا تتراقص يوميا في كليبات مليئة بالترهات . بدون حضور ركحي و لا كلماتي . بمعنى آخر أصبحت الشهرة الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر أهمية من الحضور الحقيقي على أرض الواقع و الفعالية في الحركة الثقافية و الفنية .
إن الفنان الذي لا يعمل في الكواليس ليلا نهارا لاكتساب المهارات الفنية و تطوير قدراته الكلماتية و التقنية , و يتوجه إلى صناعة الكليبات كاستباق لمراحل كثيرة كان يجب أن يمر بها هو أمر يتعلق بالمستوى الثقافي للفنان قبل كل شيء , و يؤدي به إلى التهاوي و عدم القدرة على المواصلة بنفس النسق , أي لن يملك النفس الطويل على العطاء في غياب عنصر " الـشو الإعلامي الإفتراضي " أي الـ Buzz .


نقطة ذكرتها سابقا , في الجزائر نملك الكثير من الرابرز لكن قلة منهم يستحق لقب الفنان . و هو الأمر الذي لا يعره الرابر الجزائري اهتماما بالغا و المستهلك لا يتمتع بالذوق الراقي حتى يفرق بين الجيد و الرديء .
مشكلة مستوى الثقافة الفنية لدى الرابر أو الفنان الجزائري , هو تحصيل حاصل لما ينتجه المجتمع , لكنه ليس عذرا حقيقيا للرابر, أن يصنع من نفسه شخصية فنية مؤثرة على المستمع . و على الرابر الجزائري اليوم أن يتحلى بالقدر الكافي من الثقافة الفنية و الموسيقية حتى يقدم مستويات أفضل , في حين أن الراب الجزائري لا تنقصه المواهب أو القدرات بقدر ما تنقصه الإرادة و التحلي بروح الفن الراقي .
أستمع يوميا إلى الكثير من الأعمال عبر النت , لكنني ما ألاحظه كثيرا هو تسرع الرابر الجزائري لغزارة الإنتاج قبل إتقان أعمالهم و ترك الوقت لها حتى يتنسى لهم كشف العيوب التقنية و الفنية . أعمال كان يمكن أن يتم تركيبها بطرق أكثر احترافية و خاصة نقطة انتبهت لها كثيرا و هي صناعة المقاطع الرئيسية Hooks, حينما يعجز أو يسرع الرابر في طرح عمله على النت , يتجاهل تركيب مقطه الرئيسي في الأغنية كـ"ستايل" جديد , و الأجدر هو الصبر على تأليف مقطع رئيسي لجلب المستمع أكثر و جعل العمل أكثر احترافية من أن يتم تناوله كفريسطايل عابر , خاصة و إن كان العمل به نص جيد و تقنيات رائعة . و هذه نقطة بسيطة من الطباع الفنية السيئة التي تؤثر سلبا على صورة الرابر الجزائري .
الأمر الذي أنبه إليه في كل مرة هو " التعليم الذاتي " Auto-Didacte , قبل الاعتماد على تقليد الراب من بلدان أخرى , نحن نملك من الإرث الموسيقي الكثير لتناوله و مزجه بموسيقى الراب الحالية , خاصة و أننا أسسنا مدرسة الراب الجزائري منذ سنين , هذه المدرسة لا تعني الإيقاعات و الصوتيات القديمة , بقدر ما هي قيم و مبادئ أسست عليها .

بقلم : أمين ديزاد راب


lundi 19 mai 2014

" Music industry " عالم " صناعة الموسيقى "


في أي مجال تريد دمجه في عالم الإحتراف أول خطوة تكون بجلب التمويل الخاص , Sponsoring .
الآن يطرح السؤال بالنسبة للراب , لماذا السبوسورينغ لا يستثمر في عالم " صناعة الموسيقى " Music industry " , كما يفعل في الدول الأخرى , أي أن التمويل الخاص للتظاهرات الفنية و الحركة الثقافية يتم بتموين خاص من الشركات الإشهارية أو المتعاملين الإقتصاديين , حيث يمنح حرية أكبر في خلق ديناميكية قنية جديدة بعيدة عن إرتباطات الأجندة التابعة لوزارة الثقافة التي غالبا تماطل أو تكون مرتبطة بميزانية محددة مسبقا .
لماذا نرى شركات كبرى تستثمر في بلدان أخرى و حتى عربية , لكن الجزائر تكون غالبا بإستثناءات . . . . . يبدو أن المنظومة التي تسير عليها البلاد في جميع المجالات , من إقتصاد و إستثمار بعيدة كل البعد عن فتح المجال لحرية أكبر للقيام بخطوات سريعة و متقدمة للتطوير جميع القطاعات .
أرى أن إستقطاب الـ Sponsoring أمر حتمي في ظل كل المعطيات التي تشير أننا نملك طاقات بشرية هائلة في جميع الميادين من رياضة أو فن أو علم على حد سواء . . . . و الكلام يسقط على الراب بشكل خاص .
بقلم / أمين ديزاد راب